وأخبر الله نبيه أنّ من النصارى قوم هم أقرب مودة للذين آمنوا لأن منهم علماء وعبادًا متواضعون غير متكبرين كالنجاشي وأصحابه- قلوبهم لَيِّنَة، يبكون خشوعًا عند سماع ما أُنْزِلَ من القرآن لَمَّا عرفوا أنه من الحق؛ لمعرفتهم بما جاء به عيسى -عليه السلام-، يقولون: يا ربنا آمنا بما أنزلت على رسلك محمد وعيسى -عليهما السلام-، فاكتبنا يا ربنا مع أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- التي تكون حجة على الناس يوم القيامة.
وبيّن الله جل وعلا في كتابه أنّ كثيراً من الأحبار والرهبان من اليهود والنصارى هم من المستكبرين على التحريف والكفر والكذب على الله وعلى الرسل وعلى الناس، وأكل أموال الناس بالباطل (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ).