للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[دعوة الكفار وقتال المعتدين]

إذا لقيتم العدو فادعوهم إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا فالجزية، فإن أعطوا وإلا فقاتلوهم، وإنَّ الله كَتَبَ الإحسّانَ على كُلِّ شيءٍ، فإذَا قَتَلْتُم فَأَحْسِنُوا القِتْلَة (١). (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)، دَعُوا الْحَبَشَةَ مَا وَدَعُوكُمْ وَاتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ.


(١) من أخلاق المسلمين في الحرب: عدم قتل من لم يقاتل كالنساء والأطفال والرهبان وكبار السن والمدنيين، والوفاء بالعهود، والصدقة على الأسير، ومنع التعذيب، وتخيير الطرف الآخر قبل قتاله والنبذ إليه. والمسلمون الأوائل مع قلة العدد والعدة وفي نحو ربع قرن طبقوا الإسلام وشريعته العادلة وجاهدوا في سبيل الله ونشر دينه وأسقطوا الامبراطوريتين الفارسية والرومية وأوقفوا ظلمها واستبدادها ونشروا فيها العدل والمعرفة والقوانين والأنظمة العادلة تأكيداً للمفهوم الإسلامي (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟) وأن البقاء للأتقى، وليس للأقوى كما يزعم داروين.
وحكم عمر بن عبد العزيز لأهل سمرقند لما علم أن قتيبة بن مسلم الباهلي دخل مدينتهم غدراً. وأنكر عمرو بن عبسة على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما أن يهاجم الروم قبل أن ينبذ إليهم. وأنكر أبو عبيدة أن يقام أهل الذمة في الشمس. بل قال امبراطور بيزنطي للسلطان محمد الفاتح: "لأن أرى العمائم العثمانية أحب إلي من أن أرى الصلبان البابوية". وقد شهد المؤرخ الفرنسي الشهير غوستاف لوبون بقوله:"ما عرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب" يعني: المسلمين. ومن عدل المسلمين أنهم فرحوا بانتصار الروم النصارى على الفرس المجوس لأن النصارى أهل كتاب، كما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية لملك قبرص يحثه على إطلاق أهل الذمة مع المسلمين. وفي المقابل فرح النصارى بانتصار المجوسي "جنكيز خان" على المسلمين، وتحالفوا مع "هولاكو ضد المسلمين.

<<  <   >  >>