للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سرية الخبط (سِيف البحر)]

وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح على رأس ثلاثمائة رجل إلى سِيِف البحر، وكان الغرض من هذه السرية رصد عير لقريش ومحاربة حي من جهينة، وزودهم جراباً من تمر، فجعل أبو عبيدة يقوتهم إياه، حتى صار إلى أن يعده لهم عدداً، حتى كان يعطي كل رجل منهم كل يوم تمرة، فقسمها يوماً فنقصت تمرة عن رجل، فوجد فقدها ذلك اليوم، فلما نفد ما كان معهم من الزاد أكلوا الخبط وهو ورق السلم، فسمي الجيش لذلك "جيش الخبط"، وأصابهم جوع شديد، فنحر قيس بن سعد بن عبادة وكان أحد جنود هذه السرية ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم إن أبا عبيدة نهاه، فألقى إليهم البحر دابة يقال لها: العَنْبَر، فأكلوا منها عشرين ليلة، وادَّهَنَّوا منه، حتى ثابت منه أجسامهم، وصلحت، وأخذ أبو عبيدة ضلعاً من أضلاعه، فنظر إلى أطول رجل في الجيش وأطول جمل، فحُمل عليه، ومر تحته، وتزودوا من لحمه وَشَائِق، فلما قدموا المدينة، أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ذلك، فقال: "هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيء تطعمونا؟ "، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه. (١)


(١) لعله أخطأ بعض المؤرخين في جعله تأريخ سرية الخبط في رجب سنة ثمان حيث لم يُغز ولم تُبعث سرية في الشهر الحرام. ثم إن صلح الحديبية يمنع اعتراض المسلمين لقافلة قريش؛ فلابد أن تكون سرية الخبط قبل الصلح، ثم إن حال المسلمين فيها هو قلة الزاد والتمر؛ فلا بد أن تكون قبل خيبر لأن المسلمين استغنوا بتمر خيبر.

<<  <   >  >>