للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} أي: قطع الحديد، فأعطوه ذلك فوضعها. {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} أي: الجبلين اللذين بني بينهما السد {قَالَ انْفُخُوا} النار أي: أوقدوها إيقاداً عظيماً، واستعملوا لها المنافيخ لتشتد، فتذيب النحاس، فلما ذاب النحاس، {قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} أي: نحاساً مذاباً، فأفرغه على الردم الذي بناه من قطع الحديد، فاستحكم السد استحكاماً هائلاً وامتنع به من وراءه من الناس، من ضرر يأجوج ومأجوج. {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} أي: فما لهم استطاعة، ولا قدرة على الصعود عليه لارتفاعه، ولا على نقبه لإحكامه وقوته. فلما فعل هذا الفعل الجميل والأثر الجليل، أضاف النعمة إلى موليها وقال: {هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي} أي: من فضله وإحسانه عليَّ وعلى خلقه، وهذه حال الخلفاء الصالحين، إذا منَّ الله عليهم بالنعم الجليلة، ازداد شكرهم وإقرارهم، واعترافهم بنعمة الله. ثم قال: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي} بقيام الساعة أو بأن شارف قيامُها {جَعَلَهُ} أي: ذلك السد المحكم المتقن {دَكَّاءَ} أي: دكه فانهدم، واستوى هو والأرض {وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}.

<<  <   >  >>