(علي أنه إذا كان في هذه الهنات الأدبية خطأ فينبغي أن نلصقه بالآداب لا بالأدبيات) كأنه يريد أن يقول: يجب أن نلصقه بآداب الشاعر لا بأدبيات اللغة. فنقول مثلاً: إن العيب في امرئ القيس وأبي نواس وعبد الله بن حجاج: فهم المسئولون عن قبح قولهم وليس المسؤول عنه (الأدبيات) العربية فهي بريئة من العيب وليست مؤولة عن عيب غيرها. ثم قال (نامق كمال): (على أن هذه التعابير القبيحة إذا كانت منافية لحسن الذوق فليست منافية لحسن الصنعة) يعني أن النفوس الفاضلة والأذواق السليمة تمج به الأقوال من جهة قبح معانيها لكنا ترتاح إليها وتعجب بها من جهة ما فيها من جمال الصنعة وابتكار المعنى وانتهاز النكتة.
وهذا كالصور يصور لك صورة بشرية عارية فتستحيي منها. وتنال من مصورها عند أول وهلة ثم لا تلبث أن تعجب بها وتثني على صدق المصور ومقدرته على محاكاة الطبيعة. ثم ختم (نامق كمال) رده على الكاتب العربي الذي قال أن الإفرنج ليس له ذوق في (الأدبيات) - بقوله:
(إن انتقاد الأدب الإفرنجي ينبغي أن يكون بدراسة أقوال أدباء الإفرنج المشهرين وتقليب النظر في ما تركوه من الآثار البديعة - لا بقراءة ما تخطه أقلام محرري الصحف في جريدة الطان والتيمس ونحوهما)