بالأناضول تحت مراقبة حكومة السلطان وحيد الدين ودول الحلفاء لاتهامه بالاتصال مع مصطفى كمال باشا الذي قام إذ ذاك يجمع بقايا الجيش العثماني ويعمل لإنقاذ الأناضول من إغارة الأجانب. وفي الحقيقة فإن رئيس السنوسيين قد انضم إلى الكماليين وكان من أكبر العاملين على نشر الدعوة لهم وإثارة الحماسة في سكان الأناضول ودفعهم إلى الجهاد لصد غارات اليونانيين والدول الأوروبية من ورائهم.
وقد أثبت مصطفى كمال باشا كثيراً من الدهاء السياسي في استثمار السيد أحمد الشريف والاستفادة من نفوذه الديني لنيل عطف العالم الإسلامي ومساعدته المادية والمعنوية.
على أنه بعد انتصار الحركة الكمالية وظهور مقاصد الحقيقة في قطع علاقات الأتراك بالإسلام وإلغاء الخلافة والسلطنة العثمانية أصبح من المستحيل على السيد أحمد الشريف البقاء في البلاد التركية فحمل على الانتقال إلى الحجاز وظل منزوياً في المدينة المنورة إلى وفاته في شهر آذار الماضي رحمه الله.
وبهذه المناسبة نرى من المفيد أن نذكر بعض المعلومات عن الطريقة السنوسية فنقول:
أن مؤسس هذه الطريقة هو سيدي محمد بن السنوسي الذي نشأ حوالي سنة ١٨٠٠ بالقرب من مدينة (مستغانم) بالجزائر ودرس في فاس ثم رحل إلى مختلف البلاد الإسلامية يدقق أحوالها وأقام مدة بالحجاز واتصل بالوهابيين فاقتبس كثيراً من تعاليمهم وأنظمتهم.
وقد عاد في سنة ١٨٤٣ إلى شمالي أفريقيا وأختار الإقامة في طرابلس - برقة فابتنى له (زاوية) على جبل بالقرب من مدينة (درنة) على شواطئ البحر الأبيض ولكن لما اجتمع الناس حوله وكثر أتباعه وازدد نفوذه ساءت العلاقات بينه وبين الحكومة العثمانية فاضطر لنقل مقامه إلى واحة (جغبوب) في جنوبي صحراء برقة قريباً من الحدود المصرية.
كان سيدي محمد السنوسي من أعاظم رجال الإسلام أشتهر بالدهاء والعلم وحسن الإدارة وكرم الأخلاق فاستطاع ف مدة قصيرة أن يؤسس جماعة كبيرة منتظمة لها كثر من الأتباع ليس في شمالي أفريقيا وحدها بل في جزيرة العرب ومعظم الأقطار الإسلامية الأخرى أيضاً ويمكن أن نعتبر السنوسية التي لم ينقض بعد قرن واحد على تأسيسها من أكثر الطرق انتشاراً. وق أصبحت اليوم من أكبر العوامل في تيار الحركة الإسلامية.
قامت جماعة الأخوان السنوسيين على فكرة الإصلاح الديني والتهذيب النفساني والخلقي