وهي جمعية ذات تشكيلات منتظمة أساسها الأخوة والتعاون وينقسم الأخوان إلى ثلاث طبقات العوام والخواص وخواص الخواص. ثم أن للأعضاء درجات مختلفة مثل الخليفة والنقيب والشيخ والمقدم.
ولجماعة السنوسيين (زوايا) منتشرة في أكثر البلاد الإسلامية يقوم بإدارتها (مقدم) يجتمع الأخوان تحت رياسته ليلة الجمعة والاثنين عدا الليالي الخاصة وهذه الزوايا ليست أماكن للعبادة فقط بل أنها في نفس الوقت مدارس كبرى ونواد لدعاية والبحث.
ورغم ما يظهر من عد تحرض السنوسيين بالحكومات المجاورة فإن الجمعية تسعى وراء غايات سياسية. وتقضي خطتها السرية بإكمال العدة من الوجهة الفكرية والاجتماعية أولاً قبل مباشرة العلم السياسي.
والأخوان السنوسيون مقتنعون بأن تحرير الإسلام السياسي يجب أن يسبقه انتشار التجد الروحاني والدعوة الأخلاقية في المسلمين وتهذيب الرعية وتنشئتها على الفضائل الإسلامية العليا. ثم ينبغي أيضاً من الوجهة الاقتصادية تحسين أسبابا المعاش وتوفير وسائل الكسب، وتدل أعمال السنوسيين على اهتمام زائد بالزراعة والتجارة، وقد كثرت بدعايتهم فلاحة الواحات الخصبة وانتعشت الزراعة واحتفرت الآبار الحديثة في الصحراء كما انتشرت التجارة.
ويمكن القول أن شيوخ السنوسيين يقومون عدا واجباتهم الدينية والسياسية بأعمال مفوضين تجاريين و (سماسرة) ماليين يديرون حركة البضائع ويراقبون تقلبات الأسواق ويقرضون المزارعين والتجار الأموال وهم يدفعون قسماً من أرباحهم إلى صندوق الجمعية.
ومن أعمال جماعة السنوسيين التي لها أهمية عظمى في تطور المسلمين حضهم الناس على العمل وزيادة المكاسب. وهم يساعدون الفقراء ويعتنون بإطعامهم وإسكانهم. ثم أن من أكبر أغراض السنوسية التبشير بالدين الإسلامي وقد دخل بعونهم ملايين من الزنوج في الإسلام بإفريقيا الوسطى. ويعتني السنوسيون، لنشر دعوتهم، بتأسيس فروع لزواياهم في مختلف الأقطار الإسلامية يجعلون رؤساءها من أهل البلاد أنفسهم الذين يعرفون الناس. ومما يدل على الغاية السياسية التي تسعى إليها السنوسية تدريب جميع الأخوان على استعمال السلاح وهي تفرض على كل واحد التأهب، بجميع الوسائل، للحرب وتطلب منه