للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان بائعو الصحف يصيحون بملء أفواههم:

(ليلة في حي الفقراء، الوزارة الجديدة، زلزال في اليابان، حادثة قتل في شارع لسينغ)

- ناشدتك الله يا (قورت)، قف! لا تقترب من الجمع. لقد حدث شيء هناك يا للفجيعة! كانت هناك امرأة قصيرة كأنها كرة، تقول ذلك بتوجع وقد سترت عينيها. وكان إلى جانبها زوجها الذي لا يختلف عنها كثيراً في قصره وسمنه يتدحرج وفي يديه حقيبتان كبيرتان وهو يلهث والعرق يتصبب منه فوقف ودمدم بضع كلمات غير مفهومة. وكان الحمل الثقيل قد حنى ظهره فاستقامت الآن ركبتاه واتجهت عيناه البليدتان تنظران إلى الجمع المحتشد بامتعاض.

وفي السيارة التي وقفت قال أحد الرأسماليين إلى جليسه:

- إن العمال بدؤوا يتمرّدون. يا للملاعين! على أننا قد اتخذنا جميع التدابير اللازمة وسريعاً ما وصلت إحدى سيارات الإسعاف الصحي وفتحت لنفسها طريقاً بين الجموع المحتشدة وكان الشرطيون يصدرون الأوامر بأصوات حادة فتفرق الناس وعادت الحافلات والسيارات إلى سيرها.

وفي المستشفى استلم الأطباء رجلاً متقدماً في السن ذكروا في السجل أنه دعس من قبل حافلة الترام. وبسبب الحادث وصلت السيدة (ماير) وزوجها متأخرين إلى دار التمثيل لأنهما كانا في هذه الحافلة ولم يستطيعا العثور على سيارة بالقرب. وكتب مفوض الشرطة ورقة ضبط مختصرة عن الحادث. وفي إحدى الدور الفقيرة في شمالي المدينة أخذت امرأة في العويل وبدأ أطفالها الصغار يصرخون ويبكون. وأسرع مخبر إحدى الصحف إلى أقرب هاتف ونقل إلى المحرر الحادث ليضعه حالاً في عمود (حوادث السير).

ولما عقد الاجتماع في شركة (يوست) قام رئيس المهندسين وشرح للمساهمين ما يأتي:

- أن تدارك المواد الابتدائية لا يصاف شيئاً من العثرات. وقد انتهى تحسين معاملنا وتنظيمها عل أسس اقتصادية سريعة حتى أصبح في الإمكان أتمام عجلة ذات محرك في ٨٨ ساعة فقط. وإذا ازدادت العناية في انتقاء العمال الصالحين فليس من الصعب إنقاص هذه المدة إلى ٨٢ ساعة. .

وكانت أنغام الموسيقى في المقاهي المفعمة بالناس تنعكس إلى الشوارع ومعارض المحلات

<<  <  ج: ص:  >  >>