- إذن لا، ي بلهاء! وبعد مشادة طويلة تركها وذهب مسرعاً وكان التمثيل قد انتهى وكذلك الجلسة الإدارية في شركة (يوست) فانتقل بعض الأعضاء إلى حانة قريبة وجدوا فيها رهطاً من الطلاب السكارى يعربدون ويقلقون راحة الزبائن بأناشيدهم وصراخهم.
وهدأ سير الترام قليلاً ونشطت حركة السيارات وبدأ الموسيقيون في المقاهي يصرون آلاتهم والخدم يضعون الكراسي بامتعاض على الموائد وخرجت الخادمات لتنظيف المحلات الخالية ونشطت بنات الشوارع لاصطياد المنفردين من المارة وكان الرجل الأنيق، المتقدم في السن قد غلب عليه السكر وأخذ يسأل الشاب الذي بقى معه:
- أين هو فرانتس، رفيقك فرانتس الجميل. . وكان هذا قد استأذن ليقضي حاجة فلم يرجع.
- يظهر أنه قد فرّ، إذن، تعال لنذهب
وكان العمال الأربعة عشر جالسين في سجن الشرطة يتجادلون فقال أحدهم:
- إن مثل هذه الأعمال لا تجدي نفعاً ما دمنا لم نستلم مقاليد الحكم
- إنما ينقصنا الاتحاد فقط
- ما معنى الاتحاد، يا هذا؟ الأفضل أن يكون عددنا قليلاً ولكن يجب الإخلاص والثبات والصدق. أما الخونة فلا يمكن العمل معهم. .
وكانت السيدة (ماير) وزوجها في غرفة النوم ينزعان ثيابهما
- هكذا أرى أسرة التاجر (وينديكر) تعود إلى البيت بالسيارة ونحن بالترام! أنت تبيع (سيكاراتك) بأغلى الأسعار ولكن عندما ينبغي أن تحافظ على مكانتك بين الناس تبدأ بالتوفير
قالت السيدة (ماير) ذلك بغضب وصرخت في زوجها فجأة:
- يا رجل، لا تجلس على قبعتي، هل أنت أعمى. ثم، إياك، وإياك أن ترافقني مرة أخرى إلى دار التمثيل. .
وكان زوجها لا ينطق ببنت شفة وينظر حائراً إلى الأرض. وفجأة سكتت السيدة وأرهفت سمعها وخاطبت زوجها:
- والآن ماذا تقول؟ إن الخادمة تعود إلى البيت في هذه الساعة. حقاً إن هـ١اشيء لا