أجسامها خلافا لليابانيين الحاليين الذين يرجع أصلهم إلى العرق المغولي. وهم يشبهون الهنود الأميركيين في تكوينهم الظاهري ولا يستبعد أن يكون اليابانيون قد اختلطوا بالعرق المالائي أو بالزنوج.
ولكن مهما كان أصل اليابانيين فلا شك في أنهم قد اقتبسوا حضارتهم القديمة وكتابهم وتقاليدهم الأدبية والفنية من الصينيين. وهم قد خرجوا من دور الهمجية
والفطرة في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد. وكان أول ظهورهم في ميادين الحروب والفتوح لما استولوا على شبه جزيرة (قوره آ) في عهد الملكة (جينغو)
التي لعبت دورا هاما في تاريخ الحضارة اليابانية.
وقد عاشوا مدة طويلة تحت نظام أقطاعي سادت فيه الفروسية وكثرت الحروب الأهلية والغارات المتوالية على الصين وبالأخص على (قوره آ)
وهناك فرق عظيم بين اليابانيين الذين تشبه جزرهم في وضعها الجغرافي الجزر الانكليزية في أوربا وبين جيرانهم الصينيين الذين تجمعهم بهم وحدة العرق الأصفر فان اليابانيين جنود محاربون بطبيعتهم يمتازون بالشجاعة والبطولة والتضحية وحب الوطن. ثم أنهم قد اشتهروا بالذوق الفني وخفة الروح وسرعة النكتة والتفكير
والتدبير والملاحظة وشدة الذكاء وسهولة المؤالفة والميل إلى الأمور العملية النافعة. إلى منتصف القرن التاسع عشر ظلت اليابان إمبراطورية إقطاعية يتولى عرشها (الميكادو) الذي يعتبر من سلالة الآلهة وله مقام مقدس ولكنه لا يتمتع بشيء من الحكم السياسي الحقيقي. بل أن الأمر كان في أيدي القائد العام ورئيس
البلاط الملقب (شوغون) من جهة وفي أيدي الأمراء الأغنياء من الطبقة الارستوقراطية العسكرية (دايميو) من جهة أخرى. أما النبلاء الذين لا يملكون شيئا من المال فإنهم يندمجون في خدمة أمراء المقاطعات ويؤلفون الحرس والفرسان المحاربين ويسمون (ساموري).
ولم تتغير أوضاع الحكم في اليابان إلا في أواخر القرن التاسع عشر بعد الاختلاط بالغربيين واقتباس أنظمتهم ومظاهر حضارتهم. . .