ترجع معرفة الغربيين باليابانيين إلى القرن السادس عشر إذ وصل بعض البرتغاليين في سفينة إلى صينية إلى شواطئ اليابان سنة (١٥٤٢). ثم هاجر إلى هناك بعد سنوات (فرانسو كزاوية)، رفيق (لوايولا) مؤسس جمعية اليسوعيين للتبشير بالمسيحية بين السكان اليابان الذين أحسنوا في أول الأمر وفادة الأوربيين من مبشرين وتجار واظهروا رغبة صادقة في ربط العلاقات الطيبة ودخل الكثيرون منهم في الدين المسيحي بل إنهم عينوا رجلا انكليزي اسمه (وليم آدامس) مستشارا لدى الحكومة يعلمهم صنع السفن الكبيرة.
ولكن بعد ازدياد عد المبشرين الذين كانوا من طوائف وأمم مختلفة احتدام النزاع بين الدومينكس الاسبانيين واليسوعيين البرتغاليين والبروتستانت الانكليز والهولانديين وأخذت كل طائفة تحذر اليابانيين من الطائفة الأخرى وتكشف لهم عن مطامعها السياسية وترشيدهم إلى مواضع النقد في عقائدها وأعمالها. ثم لم يتورع اليسوعيون خاصة عن إظهار ما عرفوا به من التعصب واخذوا يحتقرون البوذيين ويتعقبون فاقتنع حينئذ اليابانيون بان الأوربيين والمسيحية كلها معهم من الشرور والمصائب التي لا يمكن احتمالها وظهرت لهم المقاصد السياسية الخفية التي يرمي إليها المبشرون فقاموا يطردون جميع الأجانب من بلادهم ولم يسمحوا بعد سنة ١٦٣٨ بدخول احد من الأوربيين إلى اليابان ما عدا القائمين بالمعمل الهولاندي في الجزيرة الصغيرة بميناء (ناغازاكي). وهؤلاء أيضا لم يكن لهم الحق في الاختلاط بالشعب بل كانوا إنما يتفاوضون مع موظفي الحكومة اليابانية فقط.
ومنذ ذلك الوقت عاشت اليابان في عزلة تامة عن العالم فقطعت كل صلة لها بالخارج ولم تكتف بمنع دخول الأجانب إليها بل حظرت على اليابانيين أنفسهم مغادرة البلاد بتاتا. وكان لا يسمح لليابانيين بإنشاء سفن كبيرة يستطيعون السفر بها في عرض البحار إلى البلاد الأجنبية.
وبينما كانوا اليابانيين يعيشون مدة مائتي سنة تحت رحمة النظام الإقطاعي تفتك ببلادهم الحروب الأهلية والفتن الداخلية وتسيطر عليهم فئة صغيرة لا يتجاوز عددها (٥) في المائة من مجموع السكان هي طائفة (الساموري) إي الفرسان الذين كانوا يتجاوزون الحدود في ظلمهم وعسفهم - في هذه المدة كان العالم قد تقدم بخطوات واسعة في طريق الرقي والمعرفة وبدأ اليابانيون يلمحون في البحار سفنا كبيرة لا عهد لهم بها تمر قرب شواطئهم.