للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الغزارة والكثرة.

وقالوا طنحت الإبل طنحا أي بشمت وسمنت. وقيل: طنحت بالحاء سمنت. وطنخت بالخاء المعجمة: بشمت. حكى ذلك الأزهري عن الأصمعي. وقال غيره بجعلها واحدا. (عن التاج بتصريف قليل) وهي مشتقة من الطن مذيلا بالحاء للدلالة على السعة والامتلاء على ما هو معهود في هذا الحرف إذا وقع ذيلا.

ومن (الطن) و (الفساد)، نحت السلف (الطنفس) كزبرج، وهو الرديء السمح القبيح، كأن ليس فيه سوى الجسد وليس فيه شيء من محاسن النفس هذا ولو أردنا أن نذكر كل ما جاء من تراكيب الطن لا وغلنا في البحث بعيدا على غير جدوى، إذ النتيجة واحدة في كل ما يرى في مركباتها ومنحوتاتها.

٢. التنبل

ذكر السيد أدي شيران أن (التنبل) مخفف (تن برور). قال الشيخ الأستاذ: وهما كلمتان (تن) بمعنى جسد، بدن و (برور) بمعنى مربي (كذا. لعلها

مرب)، مغذي (كذا. لعلها مغذ) فالبليد الكسلان تراه مشغولا براحة بدنه، مكثرا لتغذيته بألوان الطعام، فيسمن ويضخم ويصبح غير قادر على السعي، ولا نشيط الحركة في العمل أهل

قلنا: إن التنبل عند الفرس غير ال (تن برو)، فالأول يعني الكسلان والثاني يعني المتأنق في أكله وشربه أو كما نقول (المتفق) وقد يتأنق المرء في معاشه ويكون مع ذلك نشيطا، كما قد يكون الكسلان نحيفا فهذه الصفات الجسدية ليست من اللازمة للصفات النفسية. وإذا كان لابد من القول بنحت التنبل فهو من (تن) و (بل) وهو الجاهل البليد والثقيل.

وقد ذكر صاحب التاج بمعنى التنبل: (الطنبل) كجعفر، والمعنى واحد لأنه قال في تفسيره إياه: هو البليد الأحمق الوخم الثقيل. ولم يعزه إلى قائله. ولعله له وهو منقول عن الفارسية. فقد قال في مستدرك مادة ت ن ب ل: والتنبل كجعفر: البليد الثقيل الوخم. لغة عامية اهـ. وكان عليه أن يقول في كليهما: معرب عن الفارسية.

٣. التجفاف

هذه الكلمة لا صلة لها بالفارسية فهي عربية محضة. وقول بعضهم أن أصله

<<  <  ج: ص:  >  >>