(تنبناه) أي حارس البدن، هو من الأقوال الوهمية إذ ليس في الفارسية (تنبناه) بمعنى التجفاف. وحق للأستاذ المغربي الكبير أن يقول: لا أراني مرتاحا إلى ما قالوه (لعلها: لما قالوه، إذ يقول الفصحاء الحذاق: ارتاح له لا إليه) من تعريب التجفاف، فانه بالكلمات العربية أشبه والى صيغتها ومعانيها اقرب اهـ. -
على إننا لا نرى رأي الأستاذ المغربي في أن التجفاف بالكسر، مأخوذة من التجفاف بالفتح بمعنى التيبيس كالتجفيف، وان قال بذلك صاحب المصباح، إذ يرى أن سبب تسمية تجفاف الفرس بهذا الاسم هو ما فيه من الصلابة والنبوسة - قلنا:
وليست الصلابة واليبوسة في التجفاف فقط، بل في الركاب أيضا واللجام والحكمة والشكيمة إلى غيرها. فهذا تعليل واه لا يقبله ذو منطق صادق. والذي عندنا أن التجفاف لغة في التكفاف، مصدر كف للكثرة. يقال: كفه عن الشر
والضرر، فكف هو، أي دفعة عنه وصرفه ومنعه، فاندفع وانصرف وامتنع. ومصدر كف تكفافا مقيس عند جماعة عظيمة من أئمة النحاة واللغة. وجعل الكاف جيما أو بالعكس أكثر من أن يحصى راجع المزهر طبعة بولاق ١٠٩: ١
و٢٢٤ وكانت لغة بعضهم: إما تغيير صيغة المصدر إلى اسم المصدر، فذلك لا بد منه ذهابا إلى معنى جديد، وصرفا للأذهان من معنى المصدر إلى معنى الآله.
بقى علينا أن بعض الآلات سميت بالمصدر، فهذا أيضا مبذول عندهم ف (التمتان) بالكسر، و (التمتن) خيوط الخيام، و (التمثال) بالفتح مصدر مثل تمثيلا و (التمثال) بالكسر: الصورة المصورة. - والتسبيغة. بيضة من حلق تلبس على الرأس. - والسرد: مصدر سرد واسم جامع للدروع وسائر الحلق. -
والشرك خروق الحلق، إلى غيرها مما هو مستفيض في دواوينهم.
٤. التبان
هو صحيح الاشتقاق من تن وبان أي حافظ الجسم واستعمله الفرس والترك والعرب لما يستر العورة المغلطة من الثياب.
٥. المنتان
الذهاب إلى انه من منثن العربية هو من قبيل خرافات العجائز. واشتياقه من نيمثن