للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وانه وقع فيه القلب أمر معقول ومألوف ومأنوس وكثير النظائر في العربية. وقد جاء بعدة معان وان كان الغالب في شكله انتصاف الجسد من فوق إلا أن شكل قطعة وتفصيله اختلف عند قوم دون قوم، وفي عصر دون عصر.

فـ المنتان ورد بمعنى ما يسميه الترك والفرس أر خالق وهو نوع من القباء ينزل إلى دوين الركبتين. - وجاء بمعنى الزبون وزان دخول وهو قباء يلبس تحت الثوب لكنه قصير الردنين ولعل الإفرنج اخذوا منه والزبون معروف عند البغداديين منذ العهد القديم إلى يومنا هذا؟ ويريدون به البقاء الضيق الردنين. وقد عرف الزبون السيد مرتضى فذكره في تاج عروسه إذ قال: الزبن بالتحريك: ثوب على تقطيع البيت كالحجلة. ومنه الزبون الذي يقطع على قدر الجسد ويلبس آه - وجاء المنتان بمعنى السنلخ كجعفر، وهو قباء مفتوح من الأمام، وله ردنان قصيران وهو الذي سمي قبل نحو مائتي عام بـ

الكاتبي، لان الكتاب العثماني والإيرانيين كانوا يتخذونه في أثناء القيام بوظائفهم. - وجاء أيضا بمعنى الترلك كزبرج وهو كالسنلخ إلا انه افخر

منه وأثخن مجسا وادفأ للجسم. وقد تلاعبوا بلفظه فقالوا أيضا ترليك

ودرلك

ودرليك. وكان يلبس معه حذاء يتصل به ران فيبلغ الركبتين. وكثيرا ما يكون الترلك مغضنا. وقد رأيت من يلبسه في بغداد بين سنة ١٨٧٦ و ١٨٨٥ واغلب لا بسيه كانوا من العلماء والفقهاء، وكان الخف اصفر اللون، وكذلك عنقه أي الران. ولم ينقطع لبسه عند الفرس إلا قبيل الحرب العامة.

ومن غريب ما حل بهذا اللفظ (الترلك) أن هذا الاسم منسي اليوم بهذا المعنى. وأطلق بعد ذلك على ما يلبس في الرجل ويصل إلى الركبتين. فصار الترلك ملبوس الرجل بعد أن كان ملبوس أعلى البدن. وهذا من باب المجاورة. فكأنهم أرادوا أن يقولوا الحذاء المجاور للترلك، ثم استغنوا عن هذه الكلمات الثلاث بكلمة واحدة فصار الترلك - كما قال صاحب محيط المحيط - الخف أو ما يلبس في الرجل في البيت من جلد أو قماش ويعرف بالقلشين. وكلاهما عامي عربي - قلنا: وهو تركي فارسي كما رأيت. - ومثل هذا التحول في معنى اللفظة الواحدة وقع في العربية نفسها من باب المجاورة، أي لقرب الشيء الواحد

<<  <  ج: ص:  >  >>