الإشارات في لغتهم للدلالة على الأفكار فكل إشارة تدل على معنى لا على حرف وهذا ما يجعل عدد الإشارات المستعملة في المطابع محدودة. وكلما ارتقت مرتبة الجريدة ازداد عدد الإشارات المستعملة فيها لأنها متناسبة مع المعاني، حتى أن الكتاب لا يستطيعون أن ينشروا مقالاتهم في جميع الجرائد لفقدان الإشارات اللازمة لتصوير معانيهم فيضطرون إلى الاقتصار على عدد معين من الألفاظ أو تخصيص مقالهم بجريدة دون أخرى.
وبالرغم من أن الحكومة الجمهورية قد أعادت للجرائد حريتها فانك تجد حكام المقاطعات لا يزالون يستبدون بالصحافيين فيعطلون الصحف ويزجون بأصحابها في أعماق السجون. فقد كانت معاملة المارشال (تشانغ - تسه - لينغ) للصحف
قاسية جدا. وجرى ولده (شانغ همسوه لينغ) على منواله. وليس الرؤساء الأحرار اقل قسوة على الجرائد من الحكام المستبدين.
قال المسيو (اشابار) صاحب هذا المقال بينما كنت في بكين منذ خمس سنوات مديرا لإحدى الجرائد الصينية جاء رسول الجنرال (فنغ - بو - هسبانغ)
حاكم بكين وطلب من صاحب المطبعة أن يقال الجنرال الحاكم فذهب معه ولم يمض ساعة حتى أعيد إلى إدارة الجريدة مقتولا وقد قطعت أعضاؤه ووضعت في تابوت صغير. نعم أن القوانين تحمي الأجانب من الوقوع في براثن الحكام إلا انه لم تخلص صديقي ورئيس المسيو (سيمسون) من القتل. فقد قتله ثلاثة من الصينيين في بيته ولم يكشف القضاء عنهم حتى الآن.
نسبة عدد الذكور إلى الإناث
تدل مباحث العلماء على إن نسبة عدد الذكور إلى الإناث ليست ناشئة عن المصادفة والاتفاق بل هي خاضعة لقانون طبيعي فقد أثبتت الاحصاآت أن عدد الذكور في البلاد المتمدنة يزداد بصورة تدريجية فيقابل كل ١٠٠ فتاة ١٠٦ صبيان إلا أن هذه النسبة لا تنطبق على فرانسة لان عدد الذكور فيها أميل إلى التناقص منه إلى الزيادة. ولا شك أن نسبة المواليد تابعة أيضا للشروط الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر في صحة الوالدين ومن اغرب ما دلت عليه الاحصاآت أيضا أن عدد الصبيان قد ازداد أثناء الحرب العامة في الممالك المتحاربة وقد ازداد أثناء الحروب السابقة، حتى زعم (ف. سارفونيان) إن