كما يقول الحصري فلا يمكن الوقوف على مبلغ ذلك من الصحة لأن الأربعين حديثاً مفقودة. فمن الحق أن نعترف للبديع بأنه ابتكر أسلوباً جديداً في الأدب العربي وهذا رأي المستشرقين لأن كل من كتب منهم على المقامات أو على بديع الزمان لم يخرج عنه.
منذ أطلعت على ما قاله الحصري وعلى ما قاله المستشرق الألماني أخذت عن أحاديث ابن دريد ما وصل إلي من كتبه وفي كتب التراجم والأدب وكان في ما عدت إلى قراءته من الكتب أمالي القالي لأن أبا علي القالي (٢٨٨ - ٣٥٦) تلميذ ابن دريد يروي عنه في الأمالي كثيراً فألفيت في أجزاء الأمالي الثلاثة أخباراً ونوادر وفوائد وأحاديث كثيرة في اللغة والأدب مروية عن ابن دريد وعثرت من ذلك على احد عشر حديثاً ترجح عندي لدرجة اليقين أنها من الأحاديث الأربعين التي عارضها بديع الزمان لأن أثر التوليد والوضع ظاهر عليها ولأنها كما وصفها الحصري في معارض حوشية وألفاظ عنجهية صرف ألفاظها ومعانيها في وجوه مختلفة وضروب منصرفة وهذا بيان عنها على حسب ورودها في الطبعة الأولى من الأمالي:
١ - حديث المفاخرة بين طريف بن العاصي والحرث بن ذبيان عند بعض مقاول حمير. ج١ ص ٧٢.
٢ - حديث النسوة اللاتي أشرن على بنت قيل من أقيال حمير بالزواج ووصفن لها محاسن الزواج ج ١ ص ٨٠
٣ - حديث المخاصمة بين سبيع بن الحرث وميثم بم مثوب بمجلس القيل مرثد الخير وخطبته في شأنهما وإصلاحه ذات بينهما ج ١ ص ٩٢
٤ - حديث زبراء الكاهنة تنذر الكاهنة بني رئام من قضاعة بين الشجر وحضر موت ج١ ص ١٢٦
٥ - حديث خنافر الحميري مع رئيه شصار ودخوله في الإسلام بارشاد رئيه ج١ ص ١٣٣
٦ - حديث مصاد بن مذعور وخروجه في طلب ذود له وما أخبره به الجواري الطوارق بالحصى. ج١ ص١٤٣
٧ - حديث بعض مقاول حمير مع ابنيه عمرو وربيعة وما دار بينه وبينهما من المساءلة