الإعجاب والضحك معا وتدع القارئ يفكر مسرورا بما فيها من إخراج الجد في معرض الهزل. فهو من هذه الجهة يشابه الجاحظ كما انه يتفق معه في أن الإنسان لا يتمكن من إتقان لغتين فبرنارد شو يقو: ليس هناك رجل أتقن لغته بحق وتمكن من إتقان لغة أخرى والجاحظ يقول: ومتى وجدناه قد تكلم بلسانين علمنا انه قد ادخل الضيم عليهما لان كل واحدة من اللغتين تجذب الأخرى وتأخذ منها وتعترض عليها وهو يعتقد أن الشعر أسهل من النثر ولو أراد أن يضع رواياته شعرا كروايات شكسبير لكان عددها الآن أكثر. وله شعر قليل يشهد الأدباء بجودته.
وكما شاعت النكتة في رواياته فقد شاعت أيضا في أجوبته، قيل أن إحدى الحسان قالت له لو اقترنت عبقريتك بجمالي لتولد منهما نسل هو المثل الأعلى في النبوغ والجمال. فقال لها: وما قولك لو جاء ذلك النسل بنبوغك وجمالي؟
وقال في محاضرته عن مستقبل المدنية الغربية: أن الإنسان في المستقبل سيتمكن من تغيير شخصيته كما يريد فلما انتهى من المحاضرة قال له احد الحاضرين: من ذلك الإنسان الذي سيتمكن من تغيير شخصيته؟ فأجابه برنارد شو: نسيت أن أعطيك عنوانه.
ولرواياته مقدمات طويلة جدا يربو بعضها على مائة صفحة يشرح فيها آراءه التي يبني عليها الرواية حتى كأنه يكتب الرواية لأجل المقدمة. وهو يعتبر فنه وسيلة لتأدية رسالته ويهزأ بمن يقول: الفن لأجل الفن.