ولا ينتج عن هذه المقابلة أننا نحتاج لمئات من السنين بعد لتصل إلى ما وصل إليه الغرب اليوم في إبداء الرأي وبيان نتائج التفكير فسرعة التطور وقطع المراحل الاجتماعية تختلف باختلاف وسائط العصر على أن الانتقال من طور إلى طور في الجماعات أعراضاً لا مندوحة عن ظهورها وأهم الأعراض والدلائل التي تنبئ باجتيازنا المرحلة التي نحن فيها اليوم واتصالنا بالطريق المؤدية إلى حرية الرأي الصحيحة هو ما يجب أن يظهر بيننا مما ظهر في الجماعات الأخرى من أولئك المفكرين الذين تستهويهم آراؤهم وأفكارهم وعقائدهم فيذيعونها على الناس ويعلنونها فلا يثنيهم عن عزيمتهم خشية السلطان ولا يردعهم عن عليتهم غضب الجماعات ولا يبرحون عند أرائهم هذه حتى يسقطوا مضرجين بدمائهم من دونها وهم ينادون بها ويهتفون لها.