لدي كتاب ليس بقليل رأيت أن أضعه تاريخاً لدمشق وحضارتها وآثارها نقلت فيه الكتابات الأجنبية وترجماتها وبعضها مما لم يعثر عليه ودنكثون الانكليزي وغيره لأنه ضمن البيوت أو ظهر عند هدمها أو عند الحفر في المدينة ونحن ذلك ثم استقريت الكتابات العربية القديمة والجديدة ولاسيما على أبوابها ومدارسها وجامعاتها وتكياتها وكنائسها ودياراتها من خرب ومعمور ونقلتها بحروفها ثم عمدت إلى المخطوطات العربية والرحلات العربية والأجنبية وطالعتها وأخذت عنها ما وصفه المؤرخون والرحالة وما دونه مما كتب على جدرانها أو أبوابها من عامر ودارس وعارضت ذلك بما اجتمع لي منها ونقلت كثيراً من رسوم الكتابات والنقوش والمباني والمخططات ونحو ذلك مما يجب أن يزدان به الكتاب ليكون عصرياً مفيداً على أسلوب علمي نقدي يعرف (بفلسفة التاريخ).
مع ذكر أسانيده ومصادره فجاء كل ذلك في مجلد ضخم ضمنته هذه المباحث وما يتعلق بها من الإضافات والاستدراكات والانتقادات.
وفي ذلك كله مباحث مهمة وفوائد عديدة مقتبسة من مخطوطات نادرة ورحلات عديدة وتواريخ كثيرة عربية وأجنبية فاقتصر الآن على انتخاب ما يحضرني من كتاباتها العربية في أبنيتها مقدماً عليها عامة والله الهادي إلى الصواب:
لم أقف على تقويم قديم بمباني دمشق وعددها ولكنني عرفت أنها كانت سنة ١٨٧١م تعد١٤٦٩٦داراًفصارت سنة ١٩٠١م ١٨ألف دار عامة.
وكان عدد بساتين دمشق في القرن الثامن للهجرة والرابع عشر للميلاد مائة وأحد عشر بستان. غازداد عددها بعد ذلك إلى يومنا.
أما مدارسها فهي كما ذكرها أبو المفاخر محيي الدين النعيمي المتوفى سنة ٩٢٧هـ (١٥٢٠م) ومختصره العلموي المتوفى سنة ٩٨١هـ (١٥٧٣م). في كتاب (تنبه الطلاب وإرشاد الدارس إلى ما في دمشق من المدارس). المخطوط في خزانتي هكذا مدارس القرآن الشريف عدد٧والحديث عدد١٨ والشافعية عدد٥٧والحنفية عدد٥١والحنابلة عدد١٠ والمالكية عدد٤.
والمدارس الطبية ٣ الدخوارية أسست سنة ٦٢١هـ (١٢٢٤م) والبودية سنة ٦٦٤هـ (١٢٦٥م) والصالحية٦٧٠هـ (١٢٧١م).