والمستشفيات هي مستشفى الجزام أنشأ منذ الفتح الإسلامي وغرزه الوليدين عبد الملك (وهو المسمى الآن الأعاطلة والقاطلة في محلة الباب الشرقي). والمشفى النوري الذي أسسه السلطان نوري الدين الشهيد وكانا مستشفيين أحدهما النوري الكبير والثاني النوري الصغير في باب البريد. والقيمري في الصالحية نسبةً إلى الأمير أبي الحسن القيمري.
وكان فيها صيدلية منطمة والربيعية غربي البيمارستان النوري وبمارستانات أخر إلى غير ذلك مما تغني الإشارة فيه عن التفصيل الآن.
وأنشأت بعد ذلك مدارس كثيرة منها المرادية والنقشندية والسليمانية والعبدلية والإسماعيلية وهذه الثلاث الأخيرة أسسها الأمراء سليمان وعبد الله وإسماعيل من آل العظم وأما المدرس العصرية فجددت بزمن مدحت باشا ومنة جاء بعده في القرن التاسع عشر للميلاد (الماضي).
وكان بدمشق في ذلك العهد القديم ٢٦خانقاها (أي دور الفقهاء) و٣٢رباطاً (أي مسكن الدراويش) و٢٦زاوية (للدراويش) وكانت على جبل قاسيون (فوق الصالحية) قبة لرصد الكواكب وكذلك دار للقديس يوحنا الدمشقي قرب باب توما وأسس نور الدين الشهيد السلطان العظيم دار العدل (محل المشيربة الآن) وهي للنظر في مظالم الرعية من العمال. ومن الأبنية قصر الأبلق والظاهرية والعادلية وبنيت دور أخرى لا محال لتفصيلها ووصفها في هذه الحالة وذكر ما كتب على جدرانها وأبوابها مما لايسعه المقام الآن.
أمثلة عن كتابات دمشق القديمة والحديثة
لما كان الشيء بالشيء يذكر أصف الآن بعض الكتابات التي جمعتها في (تاريخي المذكور) مقتصراً على أمثلة قليلة منها وهي الكتابات العربية لا الأجنبية.
وبعض تلك الكتابات فقد وبعضها باقٍ ومنها ماهو مشوش ومنها ماهو جلي فإليك شيئاً منها مما هو موجود الآن من تلك الكتابات القديمة وما وافقت عليه فقراته في بلاطه فوق باب (المدرسة الجوهرية) القديمة وهذا نصه
بسم الله الرحمن الرحيم إنشاء هذه المدرسة المباركة العبد الفقير إلى الله تعالى أبو المكارم محمد نجم الدين ابن أبي الطاهر عباس بن أبي المكارم التميمي الجوهري على مذهب الإمام أبي حنيفة عليه الرحمة وكان الفراغ من عمارتها والتدريس بها سنة ستة وسبعين