للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الأمثال عدو لما جهل.

خلاصة القول: إن الأسباب التي أدت إلى انصراف الفتيات عن الأدب العربي ترجع إلى عدة عوامل نقتصر على ذكر أهمها وهي:

أولاً - أننا أمة شديدة الافتقار إلى مدارس وطنية للفتيات تعنى بالثقافات العالية ولا عبرة في المعاهد الأجنبية المنتشرة في الحواضر والعواصم فهي إن كانت تعنى بشيء من ذلك فهو طبعا لا يعدو حدود الترويج لآداب قومها وبث تعاليم أمتها في نفوس ناشئتها لأنها إنما وجدت للعمل على تحقيق هذه الغاية مهما كلفها الأمر من عناء وتضحية فتأتى عن ذلك هذا الضعف الظاهر في ميل الناشئة إلى الأدب العربي وكان حتما على الفتاة التي مابرحت في دور التكوين العقلي أن يكون لها نصبي في ذلك

ثانياً - إن المرأة عندنا لا تزال في فجر نهضتها التي لا نستطيع إلا أن نسمها بالضعف والاضطراب لما بعثورها من عقبات كأداء تقتضي ردحاً من الزمن حتى تذلل وتكون سنة التطور قد فعلت فعله في تكوينها وتنظيمها كما ذلك من قبل في نهضة الرجل حتى أصبحت كما نراها اليوم دانية القطوف.

ثالثاً - عدم توفر أسباب الدعوة والترويج والتنشيط للأدب العربي، والتعاون قولاً وفعلاً على إحياء معالمه وآثاره من قبل الحكومة والشعب. وهناك عوامل غيرها تأتي في الدرجة الثانية، كاندفاع ناشئتنا شباباً وشابات مع تيار التقليد، والتسامح المريب في الشؤون الوطنية والقومية وتسرب الأفكار المتطرفة والمبادئ الملتوية والأدب الماجن والفاسق إلى مختلف بيئاتنا. إلى غير ذلك مما تسهل مطالعته في الكتب والصحف والنشرات غير العربية. أما كيف نتلافى ذلك الجفاء الذي يجده الأدب العربي من الفتيات فأجمله بعبارة واحدة، وذلك أن نتعاون حكومة وشعباً على مكافحة هذه العوامل كلها في غير هوادة ولا رفق، وبديهي أن إزالة المسبب تؤدي حتماً إلى زوال السبب هذا رأيي في الموضوع أبسطه بإيجاز راجية أن أكون قد أحسنت تشخيص الداء ووقفت إلى وصف الدواء.

وداد سكاكيني

<<  <  ج: ص:  >  >>