ماريك (متسائلا): - غريب جداً، كنت اعتقد دائماً أنه لا قيمة للزى الرسمي في السماء وأنه لا يوجد هنا إلا بشر لا تفريق بين قوميتهم.
شوايك (مخاطباً ماريك): - ذلك لأنك من المتعلمين البهاء. (يخاطب القائد الأعلى) معذرة، يا حضرة القائد الأعلى، أن الرجل سمع محاضرات من الماسونيين قد أفسدت عليه فكره. (يخاطب ماريك) هل تتظاهر بالبلادة أم حقاً لأتعرف أن أحيانا تلك تتال الحظوة في السماء؟ ولذلك فقد كان الجميع من إنكلترا إلى اليابان يتسابقون في العبادة والدعاء بانتصار جيوشهم. أو لم تفهم لماذا يعتنون وتدريب هذه الجيوش من الملائكة في السماء، كما رأيتها قبل حين في الساحة؟
القائد الأعلى: - (وقد ظهر عليه بعض التردد) دعنا من هذا. أنك لأتفهمه.
شوايك: - أفهم جيداً، يا حضرة القائد العام، أن ذلك مما لا يجوز البحث في كنهه وكفى القائد الأعلى: - قلت يجب عليك أن لا تتكلم في ذلك، يا شوايك. وألا فضل أن ننظر الآن في ورقة الضبط. (يتقدم أحد الضباط بالورقة ويقرأ عنوانها) مغامرات الجندي الصالح شوايك - أنك، إذن، قد سجنت في بلدية الحرب العامة لتفوهك بآراء تستشم منها الخيانة الوطنية. ولكن ظهر من بعد أن في الأمر التباساً وسوء تفاهم ثم دخلت في الجيش كرجل غير صحيح البنية وصرخت في طرقات (براغ): هيا إلى بلغراد مما كان السبب في اشمئزاز الجميع. على أنك في الحقيقة لم تقصد مخالفة الرأي العام بل كنت ترمي إلى غاية وطنية. ثم سرقت كلباً - ولكن حباً في قائدك. ومرة شددت على آلة الخطر - وإنما سهواً منك. وأخيراً فتشت على كتيبتك ولكنك لم تجدها. أليس كذلك؟ شوايك - إن ذلك صحيح. فأنني لم أستطع، مع كل ما أعطيته من شجاعة أن أتقدم إلى جبهة الحرب.
القائد الأعلى: - أنت تعترف، أذن بكل شيء ولا تمتنع عن التوقيع على ورقة الضبط. شوايك: - أمراً سيدي إذا أردتم جلالتكم فأنني أوقع بكل سرور. ولكنكم إذا قلتم: يا شوايك، لا توقع على الورقة وتمسك بالأفكار فأنني أصر، حينئذ، على النكران ولا أرجع عن رأيي ولو رأيت الشيطان. أنني أعمل كل ما يطلب مني.
القائد الأعلى: - يأبني شوايك، قل أنك جندي صالح ورغم ذلك فقد حدثت لك كل هذه