من ذوات الواو. فجمع ابن طاهر بينهما. فقال المبرد لثعلب: لم كتب (والضحى) بالياء؟ قال: لضمة أوله.
قال: ولم إذا ضم أوله - وهو من ذوات الواو - تكتبه بالياء؟
قال: لأن الضمة تشبه الواو. وما أوله واو يكون آخره ياء، فتوهموا أن وله واو.
فقال المبرد: أفلا يزول هذا التوهم إلى يوم القيامة؟
مهداً، ثلثداً، أسطوط
قال ابن حزم: إن الذي، وقفنا عليه، وعلمناه يقيناً، أن السريانية والعبرانية، والعربية التي هي لغة مضر وربيعة - لا لغة حمير - واحدة، تبدلت بتبدل مساكن أهلها فحدث فيها جرش كالذي يحدث من الأندلسي إذا رام نغمة أهل القيروان، ومن القيرواني إذا رام لغة الأندلس ومن الخراساني إذا رام نغمتهما. ونحن نجد من سمع لغة أهل (فحص البلوط) وهي على ليلة واحدة من قرطبة كاد أن يقول: إنها لغة أخرى غير لغة أهل قرطبة. وهكذا في كثير في البلاد، فإنه بمجاورة أهل البلدة بأمة أخرى تتبدل لغتها تبديلاً لا يخفى على من تأمله. ونحن نجد العامة قد بدلت الألفاظ في اللغة العربية تبديلاً. وهو في البعد عن أصل تلك الكلمة كلغة أخرى، ولا فرق. فتجدهم يقولون في العنب:(العينب) وفي السوط (أسطوط) وفي ثلاثة دنانير: (ثلثداً) وإذا تعرب البربري فأراد أن يقول الشجرة قال (السجرة) وإذا تعرب الجليقي أبدل من العين والحاء هاءً فيقول: (مهمدا) إذا أراد أن يقول: محمدا ومثل هذا كثير فمن تدبر العربية والعبرانية والسريانية يقن أن اختلافها من نحو ما ذكرناه من تبديل الفظ الناس على طول الأزمان. واختلاف البلدان، ومجاورة الأمم، وأنها لغة واحدة في الأصل.
إن لم تكف عن هذا الكلام بارت قريتك
قال السبكي: ذكر الزبير بن بكار أن بعض التعقرين كتب إلى وكيل له بناحية البصرة: أحمل إلينا من الخوزج والكنعد الممقوريين والإوز الممهوج، ولحم مها البيد ما يصلح للتشرير والقديدفكتب إليه وكيله: إن لم تكف عن هذا الكلام بارت قريتك فأن الفلاحين ينسبون من ينطق بهذه الألفاظ إلى الجنون.