وهذا الخطر حقيقي لم تنتبه إليه الأمم الشرقية في حينه ولم تقم بالوسائل اللازمة لاتقاء شره قبل أن يستفحل أمره فوقعت الآن بين براثينه وأصبحت مهددة بالموت والاضمحلال. إن هذا الخطر مما يقلق راحة جميع الآسيويين إليه كغول مرعب يهدد الشعوب الشرقية في أعز الأشياء لديها: في استقلال بلاد أجدادها وفي عاداتها الموروثة وفي عقائدها وتقاليدها وفي آدابها وفنونها وجميع مظاهر حضاراتها الخاصة. ولاتقاء هذا الخطر قامت حركة الجامعة الآسيوية الجديدة التي يقول عنها الكاتب اليابانيأوتوسوكه وأكاميا) أنها ترمي إلى الوقوف في وجه النفوذ الأمريكي والأوروبي وجعل آسيا للأسيويين فإن الأسيويين يطالبون باستقلال الحضارات الأسيوية وتنميتها لتستطيع الانتصار على الحضارة الغربية التي جميع الظواهر على إفلاسها وتدهورها. وفي برنامج جمعية آسيا جاءت هذه الكلمات: أن آسيا تفوق جميع القارات الأخرى في اتساع مساحتها وكثرة عدد سكانها وغزارة منابع الثروة الطبيعية فيها. ولذلك فإن جميع الحضارات الراقية قد نشأت في آسيا كما أن جميع الحكماء العظام قد ولودوا في هذا القسم من الكرة الأرضية. ويمتاز الآسيويون بالعادات النبيلة والتقاليد الشريفة وسمو العقيدة، إنه في خير البشرية وحضارة العالم أن ينهض الآسيويون ويعلموا يداً واحدة لهذه الغاية. . .