الخيانة والتهتك والطمع والخساسة والنذالة والظلم والقسوة والنفاق على مثالنا نحن أنفسنا. . . فهل تعادل الفوائد التجارية التي يمكن أن نجنيها من العالم الجديد هذا الثمن؟. كان الفارسان قد وصلا غايتهما. فافترق الضابط الشاب عن (مونتاين) الذي لازم غرفته يتصفح في كتاب (بلوتارك). وفي تلك الليلة التي تهاجمت فيها الأفكار على (مونتاين) قرر أن يصبح كاتباً ليقول إلى الناس ما يجول بفكره ويشرح لهم تجاريبه وما يعتقد صحته وفائدته من الآراء ويصور لهم العالم كما يراه ويتخيله. وكان (مونتاين) يعرف الصعوبات التي سوف تعترض طريقه في كشف الحقيقة والتبشير بها ولكنه قال في نفسه: يكفي أن أكون مخلصاً وصريحاً للقيام بالواجب ولم ينته من تأليف كتابه التجاريب ونشره إلا بعد انقضاه ثمانية عشرة عاماً من تلك الليلة. . .