للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعضها مقنطر فوق بعض، مستعمرات للغبار والفراشات الصفراء التي كانت تحوم حول رأسه والقنديل في ليالي الدراسة. وضع رأسه في يديه وراح يفكر. كان يفكر. كان بحزن. جمع علمه واستخلص حاصله، فوجده هكذا: أن دام الحال على هذا المنوال فليس من مخرج للبقية الباقية من العقلاء سوى أن يلموا كل ماتصل إليه أيديهم من اختراع صديق السلامنوبلذلك الاختراع المشهور بالديناميت، ثم أن يشقوا في الأرض حفيراً عميقاً كبيراً يحشونه بتلك المادة السلمية. ومن بعد - فلتقطر الأرض في طبقات الفضاء ذرات منسية، وليسترح ضمير الكون من حشرة اسمها الإنسان! لاشك في أنك تلحظ خللاً في فكرة الدكتور. فهيعمليةليست بعملية: تصح أن تكون حلماً يراد منه الخير ولكن لا يأتي عنه، كالرؤى التي يستعرضها بعض العلماء والشبان عندنا، وهم أناس لا يعرفون من الخير سوى النية. لكن اكتشافي أمر ميسور. هو حل فذ لا أشبهه، بغير طريقة الفتى المقدوني المجنون في فك العقدة التي كبل بها الملك جورديوس نير العجلة، بعد أن قدم ثيرانه ذبيحة للآلهة.

سليم و. خياطه

<<  <  ج: ص:  >  >>