وهكذا هم أزاء النفط مذ وجدوا بعضه سائل أبيض وهو أحسن أنواعه وبعضه سائل أسود بسبب امتزاجه بشوائب زفتية سوداء وقد تتراكم هذه الشوائب وتتكلل فتخرج النفط عن رقته وسيلانه فيصبح غليظاً خائراً يسيل بصعوبة أو لا يسيل قط فيسمونه حينئذ زفتاً أو قاراً أو قيراً.
وكما كان العرب يستعملون الفطران في شفاء جرب أبلهم استعملوا النفط السائل أيضاً. فكان أحدهم يتناول قليلاً منه ثم يصبه بلباقة على نقبة بعيره (يعني على كثرة الجرب التي ظهرت أول أول في جلده) كما يصب الكحال الكحل في العين الرمداء ولا يلزم أن يكون الكحل مسحوقاً بل يكون سائلاً أيضاً فقد قال صاحب (المحكم) الكحل كل ما وضع في العين يشتفى به.
فلما استعمل العرب (النفط) علاجاً للنقب أو لبئور النقب كالعيون في جلود أبلهم وأوا في النفط كحلاً نافعاً ككحل العيون فلم يرضوا أن يحافظوا على اسمه القديم وهو النفط بل وضعوا له اسماً جديداً باعتباره كالكحل فقالوا (كحل) وأدخلوا عليه لام التعريف حتى كادوا لا يستعملونه من دونها فقالوا (الكحيل) قال القاموس وشارحه (والكحيل كزبير النفط يطلي به الإبل للجرب وهو مبني على التصغير لا يستعمل إلا هكذا).
وقال صاحب لسان العرب ما نصه (والكحيل مبني على التصغير هو الذي تطلى به الإبل للجرب لا يستعمل إلا مصغراً. قال الشاعر (مثل الكحيل أو عقيد الرب) أهو قوله مثل الكحيل الخ أي كالنفط أو كمعقود الرب.
إذن صار للنفط اسم جديد في اللغة العربية وهو (الكحيل) وقد جاءته هذه التسمية من كونه أسود ككحل ألا تمد الذي اشتهر بسواده أو من كونه تعاج به بنور الجرب فيكون كحلاً لها ككحل العين الذي يكون مائعاً كما يكون مسحوقاً.
قال القاموس وشارحه (والكحل كزبير النفط يطلي به الإبل للجر بوهو مبني على التصغير لا يستعمل إلا هكذا).
وقال صاحب لسان العرب ما نصه (والكحل مبني على التصغير هو الذي نطلي به الإبل للجرب لا يستعمل إلا مصغراً. قال الشاعر (مثل الكحل أو عقيد الرب) أهـ - قوله مثل الكحل إلخ أي كالنفط أو كمعقود الرب.