للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النسبية، فانصرف إلى السياسة كما انصرف باسكال قبله إلى التصوف، واظهر في عالم السياسة نبوغاً لا يقل عن نبوغه في العلم ولولا وزارته التي ألفها قبل وزارة كلمنصو أثناء الحرب العامة لما تم لفرنسا الظفر فهو الذي ولى (فوش) و (به تن) القيادة العامة كما ذكر ذلك في كتابه: (كيف وليت فوش وبه تن قيادة الجيش) وهو الذي نظم صنع السيارات المصفحة وغيرها من الاختراعات الحربية ثم خلع قسطنطين ملك اليونان بواسطة الجنرال ساراي وحاصر ممالك أوربا الوسطى وساعد ايطاليا بعد موقعة (كابوريتو) وحمل انكلترا على تصريحها القائل أنها لن تتخلى عن فرنسا حتى نهاية الحرب واستخدم جميع ملكاته العلمية في نجاح سياسته فنظم الطيران في فرنسا بعد الحرب العامة ونظم الخدمة العسكرية وكان في جميع الوزارات التي تقلدها موضع إعجاب الذين عرفوه لجلده على العمل وشدة صبره حتى قيل عنه انه جبار لا يعرف التعب وقد رشحه الحزب الراديكالي سنة ١٩٢٤ لرئاسة الجمهورية فلن يفز في الانتخاب لتكاتف أحزاب اليمين مع الاشتراكيين ضده وقد كان بالرغم من بعض أعماله التي أبعدت الاشتراكيين عنه ديمقراطياً محباً لبلاده ومحباً للشعب والإنسانية فلا عجب إذا قرر المجلس الوطني أن يدفنه في البانتئون مع العظماء هذا هو الرجل الذي فقده العالم في أواخر الشهر المنصرم وخلد اسمه تاريخ العبقرية مع الخالدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>