يشكو علماء الاجتماع في هذا العصر وعلى رأسهم بوكله وفو كونه وليفي برول من أساتذة جامعة الصوربون مما يلقاه علم الاجتماع الصحيح من المصاعب بسبب هذا التعميم العاجل قبل التحقيق والبحث، موصين تلامذتهم في كل وقت وحين بإتباع قاعدة سلفهم دور كليم شيخ علماء الاجتماع، تلك القاعدة التي تحظر التعميم في الأبحاث الاجتماعية إلا إذا تقدمه الاستقراء الدقيق والأدلاء بالبراهين ووصف الحادثات المختلفة متشابهة أو غير متشابهة مع ضرب ما يؤيدها من الأمثلة الحسية الراهنة. ولا نعرف كيف يرضى الأستاذ مونيه أن يقدم في محاضرته على ما يشكو منه أساتذة علماء الاجتماع ويرون فيه كل الخطر. علي أن في إلقاء هذه المحاضرة في دمشق كثيراً من الفوائد العلمية والاجتماعية تدعونا لشكره على ما بذله من السعي في سبيل العلم والمتعلمين.