منها حتى تستهويه فلا يريد أن ينفك عنها إلى أن يأتي على آخرها ولقد صدرت إدارة المقتطف الكتاب بمقدمة عن رجال المال والأعمال واتبعتها بمقال قيم عن سلطة المال ثم أفردت لكل من الرجال الذي جعلتهم موضوع بحثها كجون كوك وهنري فورد ونور ثكلف وروتشليد وأسرته وسكورسكي وروكفلر وكروب وموزغان وغيرهم من مشاهير الأعمال والمال في الغرب فضلاً بحثت فيه عن نشأة الرجل ومولده والوسائل التي رجع إليها في جمع ثروته والخطة التي انتهجها في إدارة أملاكه ومصانعه ومعامله وإنماء ثروته مع تحليل ما ساعده على النجاح من الصفات والمزايا التي اتصف بها والظروف الطارئة التي اعترضته والمصاعب التي لقاها وذللها إلى غير ذلك مما لم يعد يستغني أبناء الشرق العربي اليوم من الإطلاع عليه في اجتيازهم هذه المراحل الصعبة التي يعانون مضضها ويقع الكتاب في مائة وثماني صفحات من القطع الكبير مزين بالصور ومطبوع على ورق جيد بأحرف جلية ومرتب باعتناء زائد شأن جميع ما تصدره إدارة المقتطف من الكتب القيمة زاد الله في توفيقها وجرى أصحابها عن جهودهم خيراً.
ك. د
فلسفة مناهج العلوم
ترجم الدكتور كامل نصري أستاذ علوم التربية والجغرافيا في مدرستي التجهيز والمعلمين في دمشق كتاب الأستاذ فليسيان شاللاي في المبادئ العامة للعلوم.
وقد عني بتعريبه كما قال تعريباً صادقاً، حتى غدا فوق ذلك أفضل معين لأستاذ الترجمة في شعبتي الفلسفة والرياضيات. وقد رجح حضرته التعريب الصحيح على التأليف الملتقط، فجاء كتابه أنموذجاً في صناعة التعريب الحر في حتى تكاد تشعر بالأصل الفرنسي خلال الترجمة العربية لولا أن المعرف حرف أحياناً أمثلة المؤلف واستبدل بها أمثلة حسية مشخصة موافقة لمدارك التلاميذ كقوله (ص - ٥): فمثلاً بعد أن أرى نصب ساحة الشهداء بدمشق، الذي أقيم تذكاراً لمد السلك البرقي بين دمشق والحرمين الشريفين، احتفظ بصورته البصرية.
وبديهي أن الموسيو شاللاي لم يذكر هذا المثال في كتابه، بل هو من وضع الدكتور نصري فلولا رغبة المعرب في تقريب المباحث من أذهان التلاميذ لما سمح لنفسه بهذا التحريف