عمارة السوق الأول والقهوة والوكالة الشيخ أحمد المغربي متولي الجامع الأموي المتقدم ذكره وكانت عمارته في سنة خمس بعد الآلف.
وقال الأخ الشيخ أبو الطيب في تاريخه:
هاك تاريخاً سما له ... بدر هالات الغزالة
جملة الملك بهاء ... وسخاء وبسالة
صح في آخر شطر ... ضمن القول مقاله
ولي الشام مراد ... (فبني خير وكاله)
و (الوكالة) اسم الخانة كما هو معروف في عرف المصريين وأهل دمشق يسمونه (قيسارية) والمتولي عمارة السوق الثاني له حسن باشا المعروف بشوريز حسن ووقف السوقين والقهوة على الحرمين الشريفين وقتل مراد باشا في توليته دمشق منصور بيك ابن الفرنج والأمير علي بن الحرفوش وصير الأمير فخر الدين بن معن صنجق وبقي نظره عليه ثم انفصل عن دمشق وصار وزيراً أعظم وسردار أعلى علي بن جنبلاط وسافر لقتال قرة سعيد من الخوارج ثم صار سردار على العجم وتوفي بديار بكر سنة ١٠٢٠هـ - كلام الغزي.
وقد رأيت في مخطوط بدمشق هذه الحاشية انقلها بحرفها وهي:
مراد باشا القبوجي عمر سوق البريد وقبته وكانت أمام الجامع الأموي إلى الغرب وعلى جانبها الأيمن مكتوب قول علي بن رضوان:
عرج ركابك عن دمشق فإنها ... بلد تذل لها الأسود وتخضع
ما بين جانبيها وباب بريدها ... قمر يغيب وألف بدر يطلع
وعلى الجانب الثاني:
كل من تلقاه يشكو دهره ... ليت شعري هذه الدنيا لمن
وقربه أيضاً:
إذا ما رأيت الله في الكل فاعلاً ... رأيت جميع الكائنات ملاحا
(انتهى) ما في المخطوط
وكانت في سوق البريد حوانيت الكتبيين ولما احترق الجامع الأموي فبلاً وسنة ١٣١٥هـ -