الأولي. يريد أن يحررها من الماضي الذي يعين لكل شخص حياته قبل أن يولد.
كل إنسان مملوء بالممكنات العجيبة. ولو لم يعكس الماضي على الحاضر ظله الكثيف، لكان الحاضر طافحاً بالجديد. ٠
ولكنه لا يعتقد أن الفردية نافعة لكل الناس على السواء، بل أنه يخشى منها على الناس الوضيعي الذكاء لآتها تبلبل خاطرهم وتفسد عيشتهم. لا يرى في الفردية جدوى إلا للشخصيات المبدعة التي إذا ثارت على نظامها وهدمته تستطيع إبداله بنظام جديد. أما أكثرية الناس، تلك القطعان التي اعتادت السير وراء راع لها فإنك تقتلها إذا ألقيت بينها بذور الفردية لأنها تحطم أصنامها ولا تستطيع خلق آلهة جديدة لها فتمسي شريدة ضائعة!
وبعد، فهل وجد جيد نفسه؟ هل عرف كل ما هو خبئ في شخصه؟ كلا إنه لا يزال ينشد بقاياه. كلما تقدم في السن ازداد حماسة للسير نحو الكمال. ولكن سيره أصبح سيراً مطمئناً بعد أن كان قلقاً. لقد تخلص جيد من الصراع القاسي الذي نشب بين روحه وجسمه، فتوحدت قواه، وصار إذا التقى بصديق له يسأله بصوت فرح: