ولأعقابه الرياسة إلى حين انقراض ملك الفرس. ومن عقب إياس هذا بنو ربيعة بن حازم ابن علي بن مفرج بن دغفل بن جراح. ويزعم كثير من جهلة البادية من بني ربيعة أنهم من ولد سميع بن جعفر بن يحيى البرمكي وإن سميعاً هذا هو الذي ولدته العباسة أخت الرشيد بن جعفر المذكور وكانت سبب نكبة البرامكة زعم كاذب لا أصل له وحاشا لله من هذه المقالة في الرشيد وأخته وفي بنات كبراء العرب من طيء إلى موالي العجم من بني برمك وأمثالهم
وكانت رياسة طيء في أيام الخلفاء الفاطميين لبني الجراح وكان كبيرهم مفرج ابن دغفل بن الجراح وكان من أقطاعة الرملة. وهو الذي قبض عليه سنة ٣٦٨ على افتكين أحد قواد بني بويه الذي ولاه الدمشقيون عليهم لما رأوا من عسف عمال الفاطميين وكان الخليفة الفاطمي العزيز ابن المعز لدين الله خرج لقتاله وجعل لمن يحضر افتكين مائة ألف دينار، ولما كسر افتكين وانهزم طلب بيت صديقه مفرج بن دغفل الطائي فغدر به مفرج وأسره وسلمه إلى العزيز واستحوذ على الجعل وعلى إقطاع الرملة. ولما كثرت جموع مفرج وقويت شوكته شق عصا الطاعة وصار يعيث في فلسطين متغلباً على جنوب الشام يعيث ويصادر ويخرب إلى أن سير الحاكم بأمر الله عليه جيشاً لجباً في سنة ٤٠٤ وقبل وصول هذا الجيش مات مفرج واتصل بأولاده قصد العساكر إليهم فذهبوا مع العرب إلى البرية وتخلوا عن الرملة وغيرها من البلاد التي غلبوا عليها. ثم تولى ابنه حسان ولما ضعف شأن الخلفاء الفاطميين والنقرض بنو حمدان وتقاسمت أمراء القبائل العربية بلاد الشام كان شمال من حصة صالح بن مرداس أمير بني كلاب ووسطه لسنان بن عليان أمير بني كلب وجنوبه لحسان بن مفرج الطائي. وقصد حسان الرملة سنة ٤١٥ ففتحها وأتى عليها حرقاً ونهباً وأسراً. وفي السنة ٤١٦ جهز الخليفة الظاهر جيشاً لقتال صالح بن مرداس وحسان بن مفرج فلاقياه عند طبرية فانكسرا فقتل صالح وانهزم حسان والتجأ إلى قيصر الروم. وجاء مع جيش الروم سنة ٤٢٢ وعلى رأسه علم فيه صليب ووصل إلى أفامية وملك قلعتها المعروفة في يومنا بقلعة المضيق وغنم ما فيها (فتأمل).
ويظهر أن بني طيء - وهم بيت القصيد في مقالنا - وجد بعضهم إذ ذاك في شمالي الشام فقد عدهم ابن خلدون في جملة القبائل التي كانت منتشرة في القرن الرابع ما بين الجزيرة