لقد كانت نفسي معجبة بهؤلاء الأبطال الذين لا يغلبون والذين توصلوا بشجاعتهم إلى التغلب على قوى الشر فغلبوا تارة ملك الحيات وأخرى ملك القردة. وكنت أحب أن أنظر من قريب إلى الفقراء والحجاج الذين كانوا مقيمين في صحن المعبد. ولقد صادفت الحكمة غير مرة تحت أثوابهم البالية.
لا أزال أذكر رجلاً من هؤلاء الفقراء المتسولين. فقد كان طويل القامة صلب الوجه، لأن الشمس والأمطار قد جعدت غضونه ولكن الشرف المتدفق من عينيه وملامحه المتسقة كانت تدل على أصله الشريف دلالة واضحة.
لقد أدرك سكان مدينتنا حقيقة سره لأن غضون جبهته لم تكن تخفى عن الناظر إليها إن صاحب هذه الجبهة المتجعدة شريف النسب قد هجر ثروته وأولاده ليكسب بهذه الحياة البسيطة الحكمة السامية.
لقد كان لهذا الفقير صوت جميل، وكنت اسمعه ينشد على قيثارته قصائد أحسن شعرائنا: