النثر العربي في القرن الرابع لم تكن شائعة في قطر دون آخر بل أن هذا النثر كان شائعاً في قطر دون آخر بل أن هذا النثر العربي كان شائعاً في أوساط البلاد الأدبية ورغم أن كل بلد احتفظ بلهجته الخاصة في الكلام والتخاطب نرى أن لغة القرآن بقيت ومازالت المثل الأعلى للكتابة في اللغة العربية.
ولا يغربن عن البال أن ما نسميه الصنعة أو ما دعاها المؤلف كانت الصفة الغالبة على النثر في هذا العصر وهنا لابد لنا أن نعرض لنظرية ابتدعها المسيو وليام أستاذ الآداب العربية في الكوليج دي فرانس في بحث طويل عن نشوء النثر الأدبي عند العرب وشايعه عليه الأستاذان طه حسين وأحمد ضيف وملخصه أن الصنعة اللفظية هي من أصل أجنبي وأن أول من اخترع النثر الأدبي عند العرب هو ابن المقفع الفارسي أي أن النماذج الصحيحة للنثر الأدبي عند العرب لا يجب أن تلتمس في القرآن - كما يرد الأستاذ زكي مبارك - لأن القرآن هو أقرب بأسلوبه إلى الشعر منه إلى النثر كما أنه لا يجب أن يلتمس هذا النثر في الحديث لأن أكثره مزور ومدسوس وأن ما يظهر عليه من صفات النثر المنمق الصحيح هو من وضع العصور المتأخرة إلى غير ذلك من الآراء التي هي ظاهرة للرأي السائد في أوساط المستشرقين من أن العرب مدينون للفرس واليونان بعلومهم وآدابهم وفنونهم وجميع منتخبات أفكارهم، وقد أفرد الأستاذ زكي مبارك فصلاً في كتابه للرد على هذه المزاعم وحاول أثبات أن الصنعة في النثر العربي ليست مقتبسة عن الفرس وإنما هي خاصة من خواص العبقرية العربية ثم أن ابن المقفع الذي ينسب إليه المستشرقون خلق النثر الأدبي عند العرب عاش في محيط فارسي وقرأ كتباً فارسية ولو أن الذي قالوه عن الصنعة الكتابية أنها من أصل فارسي لكان حري بابن المقفع أن يتأثر منها وهو الذي كانت كتابته من أرقى ما كتب في اللغة العربية وأبعدها عن الصنعة الكتابية والتكلف اللفظي.!
وفي الكتاب فصل ممتع عن الحياة العقلية في القرن الرابع للهجرة فقد ترك لنا كتاب هذا القرن رسائل ومؤلفات هي صورة صادقة لما جرى في هذا العصر من أهم الحوادث والأمور ولعل أهم هذه الأحداث هو نضال الشيعة في سبيل حقوقهم المشروعة وما جرت عليهم مطالبتهم بالخلافة من ويلات واضطهادات، والمنازعات التي اشتد أوارها بين