فصرفه الأشرف وولى مكانه ابن عمه معيقل بن فضل بن عيسى ثم بعث معيقل في سنة ٧٧١ يستأمن لجبار (أو لحيار) المتقدم ذكره من السلطان الملك الأشرف فأمنه، ووفد جبار على السلطان في سنة ٧٧٥ فرضي عنه وأعاده إلى أمرته فبقي حتى توفي سنة ٧٧٧، فولي مكانه أخوه قناره وبقي حتى مات سنة ٧٨١ فولى مكانه معيقل بن فضل بن عيسى وزامل بن موسى بن عيسى المتقدم ذكرهما شريكين في الإمارة، ثم عزلا في سنتهما وولي مكانهما محمد بن جبار بن مهنا وهو نعير، ثم وقعت منه نفرة في الدولة الظاهرية برقوق فولى مكانه بعض آل زامل ثم أعيد نعير المذكور وهو باق على ذلك إلى الآن اه - قلت ويظهر من كلام آخر للقلقشندي أضربت عن نقله ومن كلام غيره من المؤرخين الذين نوهوا بأخبار نعير أي محمد بن جبار بن مهنا المذكور أن الإمرة بقيت في أعقابه دون غيرهم من أعقاب أخوته آل مهنا وأبناء أعمامه آل عيسى بل آل فضل كلهم فخمل ذكر هؤلاء وضاع اسمهم تدريجياً وخلفه اسم أولاد جبار أو آل جبار ردحاً من الزمن إلى أن ظهر اسم أولاد أبي ريشة أو غلب كما هي العادة عند أهل البادية تتغير أسماؤهم في كل قرن أو قرنين تبعاً للسائد عليها.
ولمحمد بن جبار هذا ترجمة في (المنهل الصافي) لابن تغرى بردى ننقلها عن (تاريخ حلب لراغب الطباخ ج٤) قال: محمد بن جبار بن مهنا بن عيسى بن مهنا بن ماتع بن حديثة شمس الدين أمير فضل بالشام ويعرف بنعير ولي الإمرة بعد أبيه ودخل القاهرة مع يلبغا الناصري ولما عاد الظاهر برقوق من الكرك رافق نعير منطاشاً حلب في الفتنة الشهيرة وكان معه لما حاصر حلب، ثم أرسل نعير نائب حلب إذ ذاك كمشبغا في الصلح وسلمه منطاش، ثم غضب الظاهر برقوق على نعير وطرده من البلاد فأغار نعير على بني عمه الذين قرروا بعده وطردهم. فلما مات برقوق أعيد نعير إلى أمرته، ثم كان ممن استنجد به دميرداش لما قدم اللنكية (التتار) فحضر بطائفة من العرب فلما علم أنه لا طاقة له برح إلى الشرق فلما برح التتار رجع نعير إلى سلمية، ثم كان ممن حاصر دميرداش بحلب ثم جرت بينه وبين حكم نائب حلب وقعة فانكسر نعير ونهب وجيء به إلى حلب فقتل في شوال سنة ٨٠٨ وقد نيف على السبعين وكان شجاعاً جواداً مهيباً إلا أنه كثير الغدر والفساد وبموته انكسرت شوكة آل مهنا وكان الظاهر خدعه ووعده حتى تسلم