للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويظهر أن الإمارة انتقلت بعد مهنا إلى ابنه موسى الذي غزا العرب والتركمان في ضواحي تدمر ومات فيها سنة ٧٤٢ فانتقلت الإمرة إلى أخيه سليمان وكان ظالماً صادر أهل سرمين وربط بعض النساء في الزناجير وهجم عبيدة على المخدرات فأغاثهم الله وسط الشدة فعزل في سنة ٧٤٤ وولى مكانه ابن عمه سيف بن فضل. ويظهر أنه كان لكل من أولاد مهنا خبز أي راتب مقنن يقطع عند حدوث سبب كما جرى لفياض بن مهنا فصار هذا يقطع الطرق وينهب. وفي سنة ٧٤٦ عزل سيف عن إمارة العرب ووليها ابن عمه أحمد بن مهنا وعفى عن أخيه فياض وأعيد خبزه إليه ولكن استعيد من أيدي هؤلاء الأعراب من الإقطاعات والملك شيء كثير وجعل خاصاً لبيت المال. ويطهر أن أبناء مهنا بن عيسى وأبناء أخيه فضل بعد أن نالوا تلك الخسارة ولم يبق بأيديهم سوى أسم الإمارة صاروا يتقاتلون عليها ويخربون في طريقهم، قال ابن الوردي: وفي سنة ٧٤٨ قطعت الطرق وأخيفت السبل بسبب الفتنة بين العرب لخروج أمرة العرب عن أحمد بن مهنا إلى سيف بن فضل. فقد اقتتل سيف وأبناء عمه أحمد وفياض في جمع عظيم قرب سلمية فانكسر سيف ونهبت جماله وماله ونجا بعد اللتيا والتي في عشرين فارساً وجرى على بلد المعرة وحماة وغيرهما في هذه السنة من هؤلاء الأعراب من النهب وقطع الطريق ورعى الكروم والزرع والقطن والمقاتي ما لا يوصف اه -. قلت وهذه الكوائن هي التي قضت على براري حماة والمعرة وأدت لخرابها ودثور سلمية معها لاسيما وقد أعقب تلك الفتن الطاعون الجارف الذي فتك إذ ذاك في دمشق وحماة وحلب فأخلى الدور وأقفر القرى من أهلها.

قال في صبح الأعشى (ج٤ ص٢٠٧) وبقي أحمد بن مهنا بن عيسى حتى توفي في سنة ٧٤٧ في سلطنة الناصر حسن بن محمد بن قلاوون المرة الأولى، وولي مكانه أخوه فياض فبقي حتى مات سنة ٧٦٠ وولى مكانه أخوه جبار (وفي إحدى طبعات ابن خلدون حيار) من جهة الناصر حسن في سلطنته الثانية، ثم حصلت منه نفرة في سنة ٧٦٥ وأقام على ذلك سنتين إلى أن تكلم بسببه مع السلطان نائب حماة يومئذ فأعيد إلى أمارته ثم حصل منه نفرة ثانية سنة ٧٧٠ في الدولة الأشرفية شعبان بن حسين فولي مكانه ابن عمه زامل بن موسى بن عيسى فكانت بينهم حروب قتل في بعضها قشتمر المنصوري نائب حلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>