للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مجالاً كبيراً في قلبه لعاطفة البشرية وفكرتها الواسعة المترامية الأطراف ولكنه لم يستطع أن يغير من طبيعته شيئاً كثيراً. على أن أقرب ما يساعد على الوصول إلى تلك الغاية التي عمل لها الأقدمون ومن جاء من بعدهم هي القراءة أيضاً والقراءة التي أقصدها هنا هي القراءة الحقيقية التي تزيد في تجارب العيش وتنميها بدلاً من أن تقوم مقامها.

ك. د

موت اللغات

خلاصة مقال نشر في مجلة لموا الشهرية

نشر المسيو فاندريس عضو المعهد العلمي الفرنسي والأستاذ في الصوريون مقالاً ممتعاً في مجلة الدروس والمحاضرات الفرنسية عن موت اللغات قال فيه ما ملخصه: إن اللغات تموت إذا لم يبق من يتكلم بها وهذا كثيراً ما يصيب اللغة التي تضمحل بعامل لغة أقوى منها تستولي عليها فتغمرها وتبتلعها كما وقع للغة البروسية القديمة واللغة البولابية اللتين خنقتهما اللغة الألمانية وقضت عليهما تماماً وهكذا شأن اللغة الغالية أيضاً تجاه اللغة الفرنسية التي أبادتها وهضمتها فإذا التقت لغتان تموت الضعيفة الفقيرة منهما شأن تنازع البقاء ولكن من أين ينشأ هذا الضعف والتأخر اللذان يجعلان هذه اللغة دون اللغة الأخرى ومن هو الذي يحدد ويعين مكانتها الاجتماعية بالنسبة للغة الثانية التي تناظرها؟ يقول الأستاذ فاندريس أن لذلك أسباباً وعوامل كثيرة من أهمها أن إحدى هاتين اللغتين تكون أغنى وأقدر من الثانية على إيضاح ما يجول في نفس المتكلم بها ولذلك تصبح الثانية في نظر المتكلمين دون الأولى التي تتقدم عليها بصرف النظر عن قيمة اللغة ومكانتها بحد ذاتها فاللغة اللاتينية واللغة اليونانية القديمة رغم مجدهما القديم ومكانتهما التاريخية والذاتية تلاشياً أمام اللغة الانكليزية والفرنسية وكذلك اللغة الغالية فهي لغة ذات مجد وآداب وأن تكن شفهية فهي غنية لكنها لم تستطع أن تقف طويلاً أمام اللغة اللاتينية التي غمرتها وأبادتها بسبب أنها لم تكن لتعادلها وتساويها في مجدها الأدبي واستطاعتها على إيضاح ما يجول في نفوس أبناء العصر ومجاراتها للفكرة العصرية ومكانتها العالمية التي نشأت عن ذلك فهي قد استغوت الكثيرين من الفاتحين الذين انصرفوا إليها لما رواه في معرفتها من حسنات مادية ومعنوية ولما أورثهم الإطلاع عليها من تيه وفخر فبقيت اللغة السلتية بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>