الفارسي. وخصص الفصل الأول من الكتاب لدرس تاريخ حياة سلمان الفارسي بشكلها المعروف وتحليل نظرية هوروفيتز بنقد هذا التاريخ وتفنيده وفي الفصل الثاني عالج المؤلف حديث إسلام سلمان الفارسي كما رواه سلمان نفسه ثم الحديث الشريف (سلمان منا أهل البيت) ثم القول المشهور (عملتم وما عملتم) وأصل هذا القول ومنشأه. والفصل الثالث من الكتاب خصص لدرس وفاة سلمان الفارسي رضي الله عنه في (المدائن) وما ورد من الأدلة على صحة مجيئه للعراق كحليف لعبد قيس ثم الإسناد السلمانية في بعض النظم الدينية. ويحتوي الفصل الرابع على علاقة سلمان التاريخية بصاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم وشأنه بعد ذلك مع الإمام علي رضي الله عنه ثم خاتمة الكتاب وفيها ما يمكن تلخيصه وعرضه من مجمل الفصول المتقدمة وقد أتبع الأستاذ العلامة هذه الموضوعات بنصوص قديمة لم تنشر بعد عن المذاهب الشيعية المتطرفة المسماة سلمانية أو سينية وبفصل آخر في تعيين المصادر لهذا البحث سواء كانت في اللغات الشرقية أو في اللغات الأوربية وتبويبها وتقسيمها.
هذا ما حواه الكتاب أجملنا عناوين أبحاثه في هذه العجالة على أن تعود الثقافة لمعالجة موضوعه الهام في عدد آت أعان الله مؤلفه على عمله وأمد بحياته.
ك. د
أخلاق المسلمين وعاداتهم
لعل اعتقاد الغربيين أن حياة المسلم وما فيها من تقاليد وعادات ترجع في منشئها إلى الدين، وأن الثقافة العربية بمعناها القديم هي ثقافة دينية أي لابد للأديب وهو الآخذ من كل شيء بطرف أن يدرس القرآن ويطلع على عدة كتب هي دينية بمادتها وروحها كالحديث والفقه وغيرها، وأن امتزاج السلطتين الروحية والزمنية وما يتبعهما من الأنظمة في أصول الحكم تقوم على قواعد دينية فرضها الإسلام منذ ظهوره، وأن وقوع أغلب البلاد الإسلامية تحت النفوذ الأجنبي، كل هذه الأسباب جعلت الإسلام موضوعاً خطيراً في أعين المستشرقين تدور حوله جل أبحاثهم اليوم.
التاريخ يعيد نفسه، فالحضارة الإسلامية سائرة بحكم القوانين التاريخية في طريق الانحطاط وستضمحل عما قريب بتأثير صدمات الشعب الغربي الجديد كما سقطت من قبل الحضارة