أعمى فلماذا لم يصطحب معه كلباً هرماً يقوده. والظاهر أنه كان مجنوناً فأن أوراقه تشير إلى أنه دكتور في الفلسفة. أجل فيلسوف! أي أحد أولئك الذين يعدون النجوم ويسرقون البرتقال من الحوانيت. فلماذا إذاً تظهر شرطة لايبزيغ كل هذا الاهتمام.
أن كتاب بريغر الذي أشير في عداد نيسان من المجلة الفلسفية إلى قرب صدوره لن يتم أبداً. وعوضاً عنه سوف تنشر كتب أخرى. فأن في لايبزيغ كثيراً من المطابع. والزه بريخت لن تعلم شيئاً عن النشيد السلتي. وفي الحقيقة أنها سئمت منذ مدة طويلة هذه الأناشيد المحزنة. وهذا الشاب ويلي الوظف في مصرف درسدن يعرف أغنيات جميلة أدعى للاهتمام مثل: أنا وجيم التقينا في الأسانسور. أنها أغنية مضحكة فيها روح ونار وجميل جداً للرقص على أنغامها تحركت سيارة مرسيدس من المخفر منتصرة. وقد انتهز السائق الفرصة ومسح الأقذار من الدواليب. ويوهان بريغر لم يبق له ذكر، وفي الحانات تلمع زجاجات الخمر النفيس.
وأخيراً فقد ظهر اسم عطر جديد. وهاج سرور السيد شتوس فقد جاءه طلب بثلاثمائة ألف وريقة علها رسم فتاة يابانية بلباسها الوطني مع إطار مذهب وفي آستوريا تنتظر الفتاة الشقراء. كان محرك السيارة وقلب السيد شتوس ينبضان على وتيرة واحدة. كلاهما قوي وجميل. والقرابة بينهما تزداد بعد كل منعطف. وبعد ساعة كان السيد شتوس قد افرغ زجاجة الشمبانيا في جوفه وأخذ يعربد ويصرخ مثل سيارته. وامتقع لون الفتاة من الوجد.
في صدر السيد شتوس كان ينبض قلب بقوة ٤٠ حصاناً وفي عينيه النهم والرهبة. كأنهما عينا السيارة المشتعلتان كما رآها بريغر وهو يموت. . . .