عثر بوهن بريغر اليوم على نشيد قديم للسلت عن شجرة التفاح كيف تبدأ بعد تعهدها سنين طويلة بالعناية، تحمل أزهاراً غضة فإذا ريح قوية تقلع الشجر من جذورها. ويسأل الشاعر حبيبته ماذا تريد أن تكون فتجيب: إنما أريد أن أكون شجرة التفاح النضرة تنو رويداً وتزهو وتذبل سريعاً متى هبت الريح العاصفة. . .
كان سرور (يوهان بريغر) بهذا النشيد عظيماً. ولا يشعر السيد شتوس بمثل هذا السرور إلا إذا جاءه على غير انتظار طلب بنصف ميليون من الوريقات ذات الألوان الثلاثة. . .
كان يوهان ذاهباً مساءً إلى صديقته الزه في شارع ويلهلم. إنه سيقصص عليها اكتشافه السعيد. كان ماشياً يكرر في نفسه أبيات النشيد: ثم تزهر شجرة التفاح. . . والناس الذين يمرون من الطريق يصطدمون به من حين إلى آخر أنهم قد أنجزوا أعمالهم ويسرعون الآن إلى بيوتهم. لقد اشتغلوا طوال النهار في المطبعة أو في تنظيف أنواع الفرو العفنة أو في محلات مبيع القديد. ويردون أن تستريح أقدامهم في البيت فيعلقون على أذانهم آلة الراديو ويستمعون، مثل السيد (شتوس) إلى أغاني (الشارلستون) الحديثة. وهم يسيرون، بطبيعة الحال، في الجهة اليمنى من الطريق فيصطدمون، ممتعضين ببريغر ويعجبون من هذا الثقيل الأبله الذي لا يتقن حتى السير في الطريق.
اجتاز يوهان الساحة. فإذا ريح قوية، تقلع جذور الشجرة. . . ما أجمل هذه الأنشودة القديمة. أنها لا بد أن تنال إعجاب صديقته الزه كانت مشية (يوهان) غريبة في حذائه العتيق. وكان لا يسمع أصوات السيارات ولا يرى إشارة الخطر المطبوعة بالدم الأحمر. ولا يبصر (عيون) السيارة الجسيمة التي تبرق نوراً. بل كان يتمتم في نفسه: وإنما أريد أن أكون شجرة التفاح.
وهن وقع ما يسميه الناس حادثاً. ونقل جسد وهان بريغر إلى مخفر الشرطة. وكان السيد شتوس في غاية الغضب. نعم، إن سيارته لم يصبها أي عطل. ولكنه أضاع بسبب هذه المعاملة الرسمية في المخفر ربع ساعة من وقته وقد اضطر لإبراز أوراقه المثبتة كأن ذكر اسمه وحده لا يكفي في (لايبزيغ). ثم كان عليه أن يوقع على ورقتي ضبط طويلتين.
أنه قد عمل كثيراً طوال النهار. ومن حقه أن يستريح في المساء. وهي يريد أن يضحك وينشرح في آستوريا وإذا كان هذا الرجل أصم فكيف لم يبصر إشارة الخطر. وإذا كان