للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٩٠٨ ثم لم تلبث أن انصرفت إلى معالجة الشؤون العامة الأميركية والتدخل في كثير من القضايا الاجتماعية والسياسية ثم حدا بها صباها القوي وشبابها النشيط أن تبعث بنظرها إلى خارج البلاد الأميركية وهل ثمة ما يحاول دون أسفار من كانت مثلها لها ما تريد من جمال وثقافة وذكاء وغنى؟ ولقد عاشت مدة في ألمانيا درست خلالها الموسيقى والغناء وعرفت كثيراً من أسرار الروح الألمانية ثم انتقلت إلى انكلترا فأقامت فيها سنتين ثم غادرتها فقضت ثلاث سنوات في بلاد الجاماييك وثلاث سنوات أخرى في مصر ثم قامت بعد ذلك بجولة حول الأرض قضت خلالها مدة في الهند ثم في سيلان ثم في اليابان والصين ومختلف بلاد الشرق الأقصى ولم يكن شأنها في جميع هذه البلاد التي مرت بها وسكنتها شأن الدارس النبيه المتتبع وهكذا فقط تعلمت ليس من الكتب فقط بل من الحياة نفسها إن الحياة والعقل والعالم بأسره ليس لها لون واحد بل ألوان مختلفة متباينة وكذلك الحب أيضاً فتزوجت ثم طلقت زوجها الأول ثم تزوجت بالماجور اوفن أحد ضباط الجيش البريطاني فرافقته إلى فلسطين خلال الحرب العامة وكانت معه مثال الزوجة الصالحة على أنها لم تنس قط القضايا العامة في بلادها الأمريكية ولم تنفك عن دراستها والاهتمام بكل شأن من شؤونها. وعندما عادت مع زوجها الضابط الجريح إلى فلوريد في أمريكا انصرفت إلى السياسة والأشغال بها كما كانت تطمح إلى ذلك منذ زمن بعيد وقد ساعدها على العمل أن أولادها الأربعة الذين أحسنت تربيتهم وأحاطتهم بعطفها وحنانها كبروا وأصبحوا بغنى عن عنايتها فاستطاعت هي أن تكرس وقتها إلى الاهتمام بالشؤون المحلية العامة التي ما لبثت أن أصبحت في طليعة من يديرونها فكانت رئيسة كثير من المؤسسات المدنية والدينية والتعليمية أو العائدة لشؤون التربية وعدا ذلك فقد كانت من العاملات في عصبة أسعار الحاجيات وجمعية الآباء والمعلمين وجمعية لتنظيم المسارح والجامعة الرسمية وعصبة المحاضرات العامة والمجلس الوطني النسائي وعصبة الأدبيات الأمريكيات ومجلس العناية بالأطفال وغير ذلك من مختلف المؤسسات والجمعيات العلمية والأدبية التي ساعدت في تأسيسها أو عملت في إدارة شؤونها، وهكذا فقد وقفت لأن تفسح المجال وتهيئ ما يتطلبه انتخابها في مجلس النواب من الشهرة وسعة الإطلاع وقد ساعدها على ذلك أيضاً ماضيها الذي مابرح ماثلاً لأعين أعضاء مجلس الشيوخ الذين ما زالوا

<<  <  ج: ص:  >  >>