المباحث اللغوية على القياس إلا في أصول المواد المذكورة في المعاجم.
ويجب أن يكون رائدنا في القياس علم المباني والتخريج.
لسنا نستطيع أن نأتي هنا بجميع الأمثلة التي أوردها صاحب الرسالة لبيان حقيقة هذا فنقتصر على إيراد كلمة واحدة، قال: يروي التصريف للفعلين المجردين: الثلاثي والرباعي بناءين ولكل منهما مزيدات أحصاها الاستقراء منذ القديم ولكل من تلك المزيدات معانٍ، ولكل مبنى من هذه المزيدات قبيل يكثر أو يقل بحسب اقتداره على الاتساع للمعاني المراد سبكها فيه. فقد يأتي معنى ما فيتجاذبه مبنيان فأكثر. فجاء أخبره وخبره وأفهمه وفهمه. وجاء أسرجت الجواد وألجمته. وجاء ثقفت الرمح وقومته ولم يجئ أثقفت الرمح وأقمته. ومن هذا المثال يتضح أن أفعل وفعل بينهما اجتماع على معنى أو معانٍ وافتراق على معنى أو معان.
على أن الفكرة الفلسفية الأساسية التي يجب التصريح بها أن صاحب الرسالة يعتقد أن امتزاج الحروف كامتزاج العناصر الكيمائية فهذه إذا امتزجت تألفت منها الأجسام وتلك إذا امتزجت تألفت منها الألفاظ. ولكل من هاتين الحالتين نواميس طبيعية.
ومن طالع الرسالة أعجب بسعة اطلاع هذا العالم اللغوي المدقق وتمنى للغة الضاد الانتفاع بعلمه وواسع أطلعه.