وضع الشيخ أمين ظاهر خير الله العالم اللغوي الكبير رسالة في المباني والتخريج قدمها إلى المجمع الملكي للغة الضاد فقال: أمام هذا المجمع مذهبان له أن يختار أحدهما. الأول: النظر في تراث الأولين بتدقيق فما وجده صحيحاً أقره وما أنكره التدقيق قذف به. . . والثاني: أن يقدس جهود الأقدمين فلا يمد يداً إليها ثم يبني عليها ما يرى بنيانه ثم قال:
فإذا أريد تحرير متن اللغة على وجه يميط اللثام عن دقائق مباني الحروف ومعانيها لتعرف حكمة أوضاعها وتستقيم أقيسه صيغها فلا غنى عن علم المباني والأسلوب المحقق في تخريج الحروف بمقتضاه
وقد عرف الشيخ علم المباني بقوله:
علم المباني من الصرف كعلم المعاني من النحو أو مسك الدفاتر من حساب العدد فالنحو ينظر في تركيب الجمل وصحة إعرابها والمعاني ينظر في كل ذلك وفي مطابقة سبك الكلام على مقتضى المعاني المقصودة به فيستوي عند النحو (إنما زيدٌ عالم، وإنما عالم زيد) فكلا القولين صحيح. أما المعاني فلا يستويان لديه ويذهب إلى أن إنما زيد عالم ينبغي أن ترد حيث لا يصح أن ترد إنما عالم زيد. وكذلك يستلزم موضعاً آخر إنما عالم زيد. ومسك الدفاتر يستخدم القواعد الأربع الحسابية والنسبة والنمرة كما يستخدمها علم الحساب، ولكن له في استعمالها أسلوباً ليس في الحساب، فكل دفتري حسابي وليس كل حسابي دفترياً، وكل معاني نحوي وليس كل نحو معانياً. وعلى هذا يكون كل مباني صرفياً وليس كل صرفي مبانياً.
علم المباني ينظر في المعنى ويختار له المبنى الخاص به فيقول المعنى الفلاني له المبنى الفلاني وإن المبنى الفلاني للمعنى الفلاني.
والشيخ أمين ظاهر خير الله من الذين يفضلون الاستقراء والقياس في تخريج الألفاظ على التقليد فقال إن علم المباني استقرائي كعلم الصرف لأن الثمرة لما خصائص شجرتها، نعم إن الاستقراء مهما أجهد الفرد في استيعابه فلا يصل إلى منتهاه ولاسيما إذا كانت مواد استقرائه غير متسعة، وكانت المعاجم غير مستوعبة اللغة ومحررة العبارة ولا مدفقة المعاني ولا مستكملة المطالب ولا مستقصية المواد
غير أن الشيخ كوالده المرحوم ظاهر خير الله يقول ولذلك يجب أن تكون اعتمادنا في