للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا دليل على أن على قومهم المنذرين قبوله.

والثاني: أن قوله: {لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} معناه إيجاب الحذر، ولولا قيام الحجة عليهم ما استوجبوا الحذر.

٤- قوله - صلى الله عليه وسلم -: «نضر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها، وحفظها، وبلغها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» (١) .

قال الشافعي: "فلما ندب رسول الله إلى استماع مقالته وحفظها وأدائها امرءًا يؤديها -والامرؤ واحد- دل على أنه لا يأمر أن يؤدي عنه إلا ما تقوم به الحجة على من أدى إليه؛ لأنه إنما يؤدي عنه حلال، وحرام يجتنب، وحد يقام، ومال يؤخذ ويعطي، ونصيحة في دين ودنيا" (٢) .

جـ- أن خبر الواحد حجة في الأحكام والعقائد، دون تفريق بينهما:

وهذا أمر مجمع عليه عند السلف (٣) .

قال ابن عبد البر: "ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصًا في كتاب الله، أو صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أجمعت عليه الأمة.

وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا


(١) أخرجه بهذا اللفظ الترمذي في سننه وحسنه (٥/٣٤) برقم (٢٦٥٨) ، (٥/٣٣، ٣٤) برقم (٢٦٥٦، ٢٦٥٧) ، وأخرجه أبو داود في سننه (٣/٣٢٢) برقم (٣٦٦٠) ، وقد روى هذا الحديث عدد من الصحابة، وعده بعض أهل العلم من المتواتر. انظر: "تدريب الراوي" (٢/١٧٩) ، كتاب "الأدلة والشواهد" لسليم الهلالي (٣٥) . وللاستزادة انظر كتاب: "دراسة حديث: نضر الله امرءًا سمع مقالتي، رواية ودراية". للشيخ عبد المحسن العباد.
(٢) "الرسالة" (٤٠٢، ٤٠٣) .
(٣) انظر: "مختصر الصواعق" (٥٠٢، ٥٠٩) ، و"شرح الكوكب المنير" (٢/٣٥٢) ، و"لوامع الأنوار" (١/١٩) ، و"مذكرة الشنقيطي" (١٠٤) . وللاستزادة في هذا الموضوع انظر كتاب" "وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة والرد على شبه المخالفين" للألباني، و"أصل الاعتقاد" للأشقر، و"الأدلة والشواهد على وجوب العمل بخبر الواحد في الأحكام والعقائد" لسليم الهلالي: «وحجية أحاديث الآحاد في الأحكام والعقائد» للأمين الحاج محمد أحمد، و"حجية الآحاد في العقدية ورد شبهات المخالفين" للوهيبي.

<<  <   >  >>