للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعلمه أهل العلم، فإنهم يعلمون معنى الكلام الذي أخبر به عن الساعة (١) .

قال ابن تيمية: "وعلى هذا فالراسخون في العلم يعلمون تأويل هذا المتشابه الذي هو تفسيره، وأما التأويل الذي هو الحقيقة الموجودة في الخارج فتلك لا يعلمها إلا الله" (٢) .

٤- ولذلك فإن أسماء الله تعالى وصفاته تكون من المتشابه باعتبار كيفيتها، وليست من المتشابه باعتبار معناها (٣) .

٥- وكذلك فإن الوقف على لفظ الجلالة في قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ} [آل عمران] ، يصح بناءً على أن التأويل بمعنى معرفة الشيء على حقيقته ويجوز الوصل وترك الوقف بناءً على أن التأويل بمعنى التفسير والبيان (٤) .

٤- طريقة المبتدعة في التعامل مع المحكم والمتشابه:

الواجب الحذر من طريقة أهل البدع والأهواء؛ فإن لهم طريقين في رد السنن (٥) :

أحدهما: رد السنن الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمتشابه من القرآن أو من السنة.

والثاني: جعل المحكم متشابهًا ليعطلوا دلالته.

وقد ورد في آية آل عمران أن موقف المؤمنين الراسخين في العلم من المتشابه هو الإيمان به ورده إلى الله، وأن موقف الزائغين أصحاب القلوب المريضة هو اتباع المتشابه والاستدلال به على مقالاتهم الباطلة طلبًا للفتنة وتحريفًا لكتاب الله (٦) .


(١) انظر: "مجموع الفتاوى" (١٧/٤٠٩، ٤١٠، ٤٢٥، ٤٢٦) .
(٢) "مجموع الفتاوى" (١٧/٣٨١) .
(٣) انظر المصدر السابق (١٣/٢٩٤) وما بعدها، و"الصواعق المرسلة" (١/٢١٣) ، و"مذكرة الشنقيطي" (٦٥) .
(٤) انظر: "مجموع الفتاوى" (١٧/٤٠٠) ، و"تيسير الكريم الرحمن" (١/٣٥٨) .
(٥) انظر: "إعلام الموقعين" (٢/٢٩٤) .
(٦) انظر: "تيسير الكريم الرحمن" (١/٣٥٧، ٣٥٨) .

<<  <   >  >>