للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأحد احتمالاته إلا بدليل خارجي صحيح، فهو محتاج إلى البيان (١) .

(خامسًا: المجمل واقع في الكتاب والسنة، فمنه ما يقع في حرف، نحو الواو في قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} [آل عمران: ٧] ، فإنه يحتمل أن تكون عاطفة أو مستأنفة، ويقع في اسم، وفي غير ذلك (٢) .

(سادسًا: قد يكون اللفظ مجملاً من وجه، واضحًا من وجه آخر، كقوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: ١٤١] .

فإنه واضح في إيتاء الحق، مجمل في مقداره لاحتماله النصف أو أقل أو أكثر (٣) .

المسألة الخامسة

البيان

وفي هذه المسألة ثلاث أبحاث:

١- معنى البيان.

٢- طرق البيان.

٣- حكم تأخير البيان عن وقت الحاجة.

(البحث الأول: معنى البيان (٤) :

البيان: هو المبين (٥) . ويطلق على ما حصل به التبيين: وهو الدليل.


(١) انظر: "الرسالة" (٣٢٢) ، و"روضة الناظر" (٢/٤٣، ٤٥) ، و"شرح الكوكب المنير" (٣/٤١٤) ، و"أضواء البيان" (١/٩٤) .
(٢) انظر: "شرح الكوكب المنير" (٣/٤١٥) .
(٣) انظر: "أضواء البيان" (١/٩٤) .
(٤) انظر: "روضة الناظر" (٢/٥٢ - ٥٤) ، و"قواعد الأصول" (٥٤) ، و"شرح الكوكب المنير" (٣/٤٣٧ - ٤٤٠) ، و"أضواء البيان" (١/٩٤ - ٩٧) ، و"مذكرة الشنقيطي" (١٨٣، ١٨٤) .
(٥) أما المبين بالفتح فهو مقابل المجمل، فإن قلت في تعريف المجمل: هو ما لا يفهم منه عند الإطلاق معنى معين، فقل في تعريف المبين: هو ما فهم منه عند الإطلاق معنى. فيشمل النص والظاهر، وإن قلت في المجمل: هو اللفظ المتردد بين احتمالين فأكثر على السواء، فقل في المبين: هو ما دل على المعنى دون احتمال. وقد يطلق على المبين والمبين بالكسر والفتح البيان.
انظر: "شرح الكوكب المنير" (٣/٤٣٧) ، و"نزهة الخاطر العاطر" (٢/٥٢) ، و"أضواء البيان" (١/٩٤) .

<<  <   >  >>