للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سقطاته...." (١) .

٢- أن الشافعي حرر كتاب "الرسالة" تحريرًا؛ إذ أنه أعاد تصنيفه كما قال الشيخ أحمد شاكر: "الظاهر عندي – أيضًا – أنه أعاد تأليف كتاب "الرسالة" بعد تأليف أكثر كتبه التي في "الأم"؛ لأنه يشير كثيرًا في "الرسالة" إلى مواضع مما كتب هناك" (٢) .

وقال الشافعي: "وكل حديث كتبته منقطعًا فقد سمعته متصلاً، أو مشهورًا عمن روي عنه بنقل عامة من أهل العلم يعرفونه من عامة، ولكني كرهت وضع حديثٍ لا أتقنه حفظًا، وغاب عني بعض كتبي، وتحققت بما يعرفه أهل العلم مما حفظت، فاختصرت خوف طول الكتاب فأتيت ببعض ما فيه الكفاية، دون تقصي العلم في كل مرة" (٣) .

فيؤخذ من هذا الكلام:

أن الشافعي لم يُثبت في هذا الكتاب من الأحاديث إلا ما أتقن حفظه وتحقق من ثبوته. وأنه يكتب من حفظه؛ إذ لم تكن كتبه كلها معه.

وأنه أراد الاختصار وعدم التطويل، ولم يقصد الاستقصاء.

٣- أن كتاب "الرسالة" كتاب حديث ورواية، فقد ذكر الشافعي فيه عددًا كبيرًا من الأحاديث بأسانيدها المتصلة (٤) ، وتكلم فيه على مسائل مهمة في علوم الحديث (٥) ، بل قيل: إن كتاب "الرسالة" أول كتاب ألف في أصول الحديث أيضًا (٦) .

٤- أن كتاب "الرسالة" كتاب فقٍه وأحكام، فقد تكلم الشافعي على


(١) "مناقب الشافعي" للرازي (١٥٧، ١٥٨) .
(٢) انظر: مقدمة كتاب "الرسالة" (١٢) .
(٣) "الرسالة" (٤٣١) .
(٤) انظر فهرس الأعلام من كتاب: "الرسالة"، فقد وضع المحقق علامة لمن روى حديثًا أو أثرًا (٦٢٤ – ٦٤٥) .
(٥) انظر الفهرس العلمي من كتاب: "الرسالة": كلمة "الحديث" (٦٦٥، ٦٦٦) .
(٦) انظر مقدمة كتاب: "الرسالة" (١٣) .

<<  <   >  >>