للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٧ - واحذفهما بعدُ في ادَّ ارَءْتُمُ ومَسَا … ـكِينٌ هنا ومعًا يُخَادِعُونَ جرى

يقرأ البيت بصلة ميم الجمع، وضبط {مَسَاكِينَ} بالرفع على الحكاية (١)، وبالنصب (٢) وهو الأظهر لاشتماله على الحكاية (٣) والإعراب لأنه عطف على ما قبله وهو مجرور (٤)، اللهم إلا أن يُجعَلَ مبتدأً خبرُه: "جرى"؛ أي: جرى الرسم بالحذف في المبنى فإنه باعتبار المعنى أحرى؛ إذ لم يوجد الألف في {مَسَاكِينَ}، والأساس في السليقة أن ينوَّن {مَسَاكِينَ} للضرورة، ثم الضمير في احذفهما مفسر بما بعده كما في قوله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} (٥) [فصلت: ١٢].

والمعنى: احذف الألفين الملفوظين كما دل عليه قوله: "بالحذف مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" وأراد بهما اللذَيْنِ بعد همز الوصل في قوله تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} [البقرة: ٧٢]، فالمحذوفان الألف الذي بعد الدال،


(١) أي: حكاية قوله تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ} [النساء: ٨] فإنه لم ترد هذه الكلمة مرفوعة في غير هذا الموضع.
(٢) أي: الفتح.
(٣) أي: حكاية قوله تعالى: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ} [البقرة: ١٧٧]، وقوله: {أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ} [النور: ٢٢] فإنه لم ترد هذه الكلمة منصوبة في كتاب الله في غير هذين الموضعين.
(٤) فيكون مجرورًا مثله وعلامة جره الفتح لأنه ممنوع من الصرف لكونه على صيغة منتهى الجموع مفاعيل.
(٥) أي: كما أن كلمة {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} في الآية فسرت الضمير (هن) في {فَقَضَاهُنَّ} فكذلك الضمير (هما) في قوله: واحذفهما مفسر بما بعده أي: الألف التي بعد الدال والتي بعد الراء صورة الهمزة في {فَادَّارَأْتُمْ} ومثله قوله تعالى: {فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [البقرة: ٢٩] وقال السخاوي صـ ٩٦: ("واحذفهما" يعني: الألفين، ودل عليهما قوله "بالحذف مالك يوم الدين" وليس إلا حذف الألف)، والصحيح ما ذكره المؤلف.

<<  <   >  >>