للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأنه حقيقة رَسْمِهِ، وإن كانا رُسِما على القراءة الثانية فذكر فيما سبق في {لِنَنْظُرَ} (١) (٢).

٨٤ - لَا تَيْأَسُوا ومعًا يَاْيْئَسْ بها ألفٌ … في اسْتَيْأَسَ اسْتَيْأَسُوا حذفٌ فشا زُبُرَا (٣)

"لَا تَيْأَسُوا ": مبتدأ، و"معا": عطف عليه، و" يَاْيْئَسْ بها ألفٌ": جملة اسمية، وضمير "بها" راجع إلى الثلاثة المذكورة (٤) و"حذفٌ": مبتدأ، خبره مقدم عليه، و"فشا": انتشر، جملة فعلية؛ صفته، و"زُبُرا"؛ بضمتين؛ تمييز أي: كتابة.

والمعنى: رُسِمَ {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} [يوسف: ٨٧] بألف بين التاء والياء، و {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} [يوسف: ٨٧] و {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ} بالرعد [آية: ٣١] بألف بين الياءين في كل الرسوم، وزيادة الألف تحتمل أن يكون على وَفْق قراءة البزي (٥) عن ابن كثير (٦) فإنه يجعل الهمزة (٧) مع تحويلها (٨) إلى موضع الياء،


(١) أي: كلامه السابق على"لننظر" وحذف النون منها في البيت ٧٩.
(٢) ما بين القوسين منقول من الوسيلة صـ ١٦٩.
(٣) المقنع صـ ٨٥، ٨٦.
(٤) وهي: {تَيْأَسُوا} و {يَيْأَسُ} بيوسف، و {يَيْأَسُ} بالرعد.
(٥) أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم، أبو الحسن البزي المكي المقرئ قارئ مكة ومؤذن المسجد الحرام، وقرأ القرآن على عكرمة بن سليمان وغيره، مات سنة ٢٥٠. اهـ مختصرًا من معرفة القراء الكبار ١/ ١٧٣ ترجمة رقم (٧٧).
(٦) قال في الكشف ٢/ ٢٢: (قرأه البزي بألف بين ياءين مفتوحتين، من غير همز، وقرأ الباقون بياءين، الثانية ساكنة بعدها همزة مفتوحة، وحجة من قرأ بغير همز أنه قلب الهمزة في موضع الياء الساكنة الثانية، فصارت "يأيس" ثم خفف الهمزة بالبدل، لأنها ساكنة، فوزنه في الأصل "يفعل" وبعد القلب "يعفل" عين الفعل قبل الفاء، وأصله "يَيِسَ" بياءين، يدل على ذلك أن المصدر "اليأس") وانظر: النشر ١/ ٤٠٥ باب: الهمز المفرد.
(٧) كذا في سائر النسخ التسع بدون ذكر المفعول الثاني لجعل، ولعل صوابه: (يسهل) الهمزة) كما يدل عليه قول مكي: "ثم خفف الهمزة بالبدل لأنها ساكنة" أو في الكلام سقط تقديره: (يجعل الهمزة ألفًا).
(٨) في (بر ٣) "فإنه يجعل الهمزة مع تحريكها" وفي سائر النسخ كما أثبته.

<<  <   >  >>